للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله فى المعنى:

أى صديق سألت عنه ففى ال‍ ... خمول وتحت الذل فى الوطن

وأى ضد سألت عنه ... سمعت ما لا تحبه أذنى

ومن كتاب «جنى النحل» أيضا، قال: إن بمدينة الرّها باب من جملة أبواب المدينة، يعرف بباب إقساس، متى فسد عندهم الشراب وصار خلاّ يدخلون به من ذلك الباب، فيعود شرابا كأحسن مما كان. وقال إن الملك كيكاوس السلجوقى -المقدم ذكره مع رسول نور الدين الشهيد-قال: دخل إلينا إلى الروم فى وقت رجل ادعى أنه نبى، فقيل له: «ما علامة قولك وبيانه؟» قال: «أقيم اليوم والعشرة بغير أكل ولا شرب، وأظل عند ربى يطعمنى ويسقينى». فامتحنوه، وتركوه عشرة أيام بغير زاد ولا شراب فى بيت عريانا، ثم أخرجوه وهو كأصح ما يكون. فتعجب الناس منه، وتبعه قوم كثير، واعتقدوه. ثم إنه فتش فوجد معه خاتم فى أصبعه بوفق قد صنع، فانتزع منه الخاتم، فاستغاث الجوع العطش. وكان السر فى خاصيّة الخاتم.

ومن ذلك أن الملك كيكاوس المذكور، كان قد حضر إليه ناصر الدين ابن أبى النجيب، وكان من الحكماء الكبار يعرف خواص الطلسمات، فأدناه منه وقربه إليه، حتى عاد يدخل على الحريم بطريق الطب. فهو يته حظية من حظايا السلطان المذكور، فوشى به للسلطان، وتحقق أمره. وحملت الجارية منه، فأمر السلطان بقتلها وقتله. فأما الجارية فإنها قتلت لوقتها، وأما ناصر الدين فإنه ضرب بالسيف فلم يعمل فيه شئ، ثم ضرب بالسكاكين فلم تعمل فيه. ورأى نفسه أنه يجد الألم ويعذب، ولا بد من موته، فأمرهم أن يأخذوا من شعره حرزا مشمعا صغيرا محروزا عليه. فلما أخذوه وقع لوقته ميتا. وكان ذلك الحرز يمنع السيف أن يعمل فيه، والله أعلم.

وفيها توفى جعفر بن شمس الخلافة الشاعر، نسبته إلى الأفضل شاهنشاه أمير الجيوش، المقدم ذكره فى دولة الفاطميين. وكان فاضلا أديبا شاعرا. وله تواليف وديوان شعر، فمن ذلك قوله: