للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبديع فيه قول يزيد بن معاوية (من الطويل):

ألا ربّ بستان أنيق رأيته ... له منظر يزهى بغير نظير

وأيدنجه بين الغصون كأنّه ... قلوب ضباء (٢) فى أكفّ صقور

(٢٨٦) وقوله (من الكامل): (١)

وكأنّما الأبدنج سود حمائم ... بكرت إلى عشب الربيع المبكر

لقطعت مناقرها الزبرجد لؤلؤا ... فاستودعته حواصلا من عنبر

وإلى يزيد تنتهى رقّة الشعر وتأيّده قوله (من البسيط):

يجمع جفنيك بين البرء والسقم ... لا تسفكى من جفونى بالفراق دمى

إشارة منك تكفينى وأفصح ما ... ردّ السلام غداة البين بالغمّ

تعليق قلبى بذاك القرط يؤلمه ... فليسكر القرط تعليقا بلا ألم

تضرّمت حمرة فى ماء وجنتها ... فالجمر فى الماء خاف غير مضطرم

حتى إذا طاح عنها المرط من دهش ... وانحلّ بالظمء مسلك العقد فى الظّلم

منها:

تبسّمت فأضاء الجوّ فالتقطت ... حبّات منتثر فى ضوء منتظم

فظلت ألثم عينيها ومن عجب ... أنّى أقبّل أسيافا سفكن دمى

وقوله وتروى لغيره (من المنسرح):

قد سترت وجهها عن البشر ... بساعد حلّ عقد مصطبرى

كأنّه والعيون ترمقه ... عامود نور فى دارة القمر


(١) حلبة ٢٦٨، -٤ (دون نسبة)؛ نهاية الأرب ١١/ ٤٥،٨ (دون نسبة)؛ المستطرف ٢/ ٢٨٩، -٤ (دون نسبة)
(٢) ضباء: ظباء