للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكان فيه أربعة عشر دهليزا لأربعة عشر ملكا، منهم من جهة الملك العزيز صاحب حلب الملك المعظم فخر الدين توران شاه بن الملك الناصر صلاح الدين، وهو عم أبى الملك العزيز.

والملك الزاهر مجير الدين داود بن الملك الناصر صلاح الدين، وهو يومئذ صاحب البيرة. والملك المفضل موسى بن صلاح الدين، وهو يومئذ صاحب سميساط. والملك صلاح الدين أحمد بن الملك الظاهر صاحب عين تاب. والملك المظفر شهاب الدين غازى صاحب ميافارقين. وأخوه الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه صاحب قلعة جعبر.

والملك الأشرف شاه أرمن أخو الملك الكامل، وأخوه الملك الصالح عماد الدين إسماعيل.

وكان الملك العزيز قد توفى سنة ثلاثين وستمائة، وملك بانياس وأعمالها ولده الملك الظاهر، ثم توفى بعده بأيام يسيرة وولى الملك السعيد أخوه، وهو الذى كان قد حضر مع عسكر التتار-حسبما ذكر. وإنما أصابتهم عين فنفرت القلوب من بعضها بعض، لما يريده الله عز وجل.

وفى شهر ذى القعدة وصل راجح بن قتادة مع عسكر من اليمن من جهة المظفر ابن رسول صاحب اليمن إلى مكة-شرفها الله تعالى-وخرج عنها ابن مجلى.

وقتل راجح جماعة من أهل مكة وغيرهم. ولم يصل فى تلك السنة إلى مكة من الحاج سوى الركب اليمنى لا غير.

وفى شوال أضيف إلى قاضى القضاة بلاد الساحل، واستناب فيها من جهته.

وفيها قدم رسول الأنبرور ملك الفرنج على السلطان الملك الكامل، ومعه هدية سنية، وفى الجملة دب أبيض، شعره مثل شعر الأسد، وهو ينزل إلى البحر ويصيد السمك ويأكله. وكذلك طاووس أبيض. وديك قدر الجدى الكبير، أخضر كأنه درة.

وفيها ألزم الملك الكامل للملك الناصر داود بطلاق ابنته، وذلك لما توجس منه لما بلغه عنه من المواقعة للملوك عليه. وكان ذلك قبل دخولها عليه ووصولها إليه.