للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تغيّر علىّ، وطمعت نفسه بالملك، وطمعته حاشيته بذلك، فأراد قتلى، فسلم الله منه». ثم إن الناصر شرب تلك الليلة وطاب ونحن على بلبيس، فشطح إلى عند العادل، فخرج إليه العادل وقبل له الأرض. فقال له: «كيف رأيت ما أشرت به عليك؟» فقال: «يا خوند العفو والتوبة على يديك. وأنا فى جيرتك». فقال:

«طيب قلبك. الساعة أخلصك». ثم جاء إلى عندى، فدخل الخيمة، ووقف.

فقلت: «بسم الله اجلس». فقال: «ما أجلس حتى تطلق العادل الساعة». فمازلت ألاطفه حتى نام. فما صدقت بنومه [وقمت فى باقى الليل]. ولو أطلقت العادل تلك الساعة ضربت رقبتى ورقبته جميعا. ثم قمت فى باقى الليل، فأخذت العادل فى محفة ودخلت القاهرة أذان الصبح. وبعثت إلى الناصر بعشرين ألف دينار، ورجع من بلبليس إلى الكرك.

وفيها سلم الناصر داود صاحب الكرك القدس الشريف للفرنج، فلم يزل فى أيديهم إلى أن فتحها الله على يد الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز بن الظاهر ابن السلطان صلاح الدين، فى تاريخ ما يأتى ذكره. فلما عادت دار إسلام كما كانت عليه، فقال فيه بعضهم:

المسجد الأقصى له عادة ... صارت وسارت مثل سائر

إذا غدا بالكفر مستوطنا ... أن يبعث الله له ناصر

فناصر ظهره أولا ... وناصر ظهره آخر