للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يفتح للحرب باب (١)، او يتعب له ركاب. فليس الاسد الدى يخشى وهو فى غابه، كالاسد الدى لا يعرف حتى يثب بمخلبيه ونابه. فهو الملك الناصر الافضل العادل الكامل، وان كان قد تقدمه هولاء الملوك الافاضل، فاين الطل من الوابل والرامح من النابل. وإن كان ثم عزيز وصالح وناصر وناصر، فهدا هو الناصر الآخر، صاحب الرمز الفاخر (٥)، الثلاثى التمليك، المخاطب: إن الله ناصرك يا ناصر ومهديك.

يشهد بدلك من كان منهم كابر عن كابر (٦_)، (٦) [ليس فيهم من هو لدلك مكابر، لما نطقت به ألسنه الاقلام وافواه المحابر] (٧). وإن كان قد تقدم اشرف ومسعود ومعظم، فهدا الناصر واسطه العقد المنظم.

الدى تشرف به دست الملك وسعدت به دوله الترك

فهو معز العصر، والمظفر بالنصر، الظاهر الدبّ (١٠)، (٧) المنصورى الأب، الصالح النخوه، واشرف الاخوه، مخدومى العادل المغرور، مالكى لاجين المنصور، الظافر بالمظفر بيبرس الباغى المقهور، مولانا وسيدنا ومالك رقّنا السلطان الاعظم الملك الناصر ناصر الدنيا والدين محمد بن مولانا السلطان الشهيد سيف الدنيا والدين قلاوون الالفى الصالحى، فهو النجم الثاقب، وصاحب هذه المناقب. فلدلك اجمعت البريه على اختلاف السنتها والوانها، وتغاير عصورها وازمانها، وتباين عقولها وآرايها، وتفاوت اغراضها واهوايها، ان من لطايف الله تعالى باهل هدا العصر، ولطايفه التى تجاوز مدى الاحصا والحصر، ان جعله امام هدا الزمان، وسلطان الوقت والاوان عضد الله ملكه بالتخليد، وشدّ بدوام ايامه ازر الايمان والتوحيد، ملك ملا جماله العيون وصدق احسانه الظنون، ووضحت الدلايل على ان مثله ما كان قطّ ولم يكون (٢٠) <من السريع>:


(١) باب: بابا--ركاب: ركابا
(٥) لتوضيح معنى «صاحب الرمز الفاخر» انظر ما يلى ص ٢٧٥ - ٢٧٦ (البشارة الرابعة) والترجمة الألمانية لما ذكره ابن الدوادارى فى Haarmann,Quellenstudien,S .١٣٢
(٦_) كابر عن: كابرا عن
(٦ - ٧) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(١٠) الدب: الذب
(٢٠) لم يكون: كذا بالأصل