للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حلف الزمان بأنه فى طوعه ... لا شكّ فى ذاك اليمين ولا مرا

يا دهر، ما أهناك فى أيامه ... يا عمر، طل فى ظلّه لن تقصرا

لا زالت الاقدار طوع يمينه ... ما واصل الحادى المسير مع السرا

وكذا الزمان بعصره مستأمن ... ما غردّ القمرى على غصن الأراك (٤)

(١١) وبعد: فإن هدا هو البرق اللامع، والجزء التابع للسابع، «الدّرّة الزكية فى أخبار الدولة التركية». فكلما تقدمه من جميع أجزاء هدا الكتاب، فهم بين يديه كالحجاب، فعاد بمنزلة الفلك السابع كمحل كيوان، ودلك كونه متشرف (٧) بدكر سيره مولانا السلطان. فسمى بالنور الباصر فى سيره الملك الناصر، سلطان البلاد ومالك ممالك العبّاد، وفاتح انشاء الله بغداد، ومطهر الارض من الفساد، الدى نطقت بدلك الاخبار، وتواثرت (١٠) به الآثار. فهو القايم بهده الوضيفة، وصاحب هده النكته اللطيفه، ورادّ الى دار السلم (١١) كرسى مملكه الخليفه، ومحيى ما دثر من دولته الشريفه ليكون لله عليه بدلك المنّه، ويستحق بذلك اعلا (١٢) قصر في الجنة وما أظهر من ايثاره وفضله، فإن مواهب الله تعالى لا تدرك لها غايه، ولا تحدّ لها نهايه. وسيأتى بيان دلك عند ذكر مولده السعيد، بما يخص هدا القول من التصحيح والتاييد عن مشايخ لا يشك انهم كانوا اقطاب دلك العصر.

كل منهم نطق لمولانا السلطان بالتاييد والنصر، وانه المخصوص بالعنايه والاراده، وممن {أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ} (١٧). أدام الله أيامه وبسط ظله، وجعل اعداوه خاشعه ابصارهم ترهقهم دلّه (١٨):

آمين آمين آمين يا ربّ العالمين


(٤) الأراك: ذكرت الكاف بالهامش
(٧) متشرف: متشرفا
(١٠) تواثرت: تواثرت--الوضيفة: الوظيفة
(١١) السلم: السلام
(١٢) اعلا: أعلى
(١٧) القرآن ١٠:٢٦ - -اعداوه: أعداءه
(١٨) دله: ذلة