للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى هدا التاريخ. واقام ملكا الى ان قتلته أم خليل شجر الدر حسبما ياتى من ذكر ذلك فى تاريخه انشا الله تعالى.

وسبب ملكه ان الامرا لما نظروا لما جرا (٣) من التشويش، وما الناس فيه من النهب، وقله الحرمه وتحريك الملك الناصر صاحب الشام عليهم من جهة، وتحريك الملك المغيث صاحب الكرك عليهم من جهه اخرى، علموا أن المرأة لا تقوم بسياسه المملكه، وان الطمع قد وقع (١٣) لدلك. فاجمعوا رايهم، واقاموا من بينهم الامير عز الدين ايبك التركمانى المقدم ذكره.

وكان ركوبه يوم السبت سلخ ربيع الاخر من هده السنه بالصناجق والعصايب والبنود. ومشوا (٩) الامرا بين يديه وجميع الامرا البحريه، وحملت الغاشيه بين يديه. وشق القاهرة الى ان طلع القلعه، ومدّ الاخوان (١٠) وزعقت الجاويشيه، واخلع واعطى وانعم.

فلما كان يوم الاحد ثانى يوم من تمليكه ورد الخبر ان الملك المغيث فتح الدين عمر اخد شوبك، وان الملك السعيد [ابن الملك العزيز ابن الملك العادل] (١٢) اخد الصبيبة.

فاجتمعوا (١٣) الامرا والمماليك الصالحيه وقالوا: «لا يستقيم لنا الامر الاّ ان نملك احدا من بنى ايوب». فاتفق امرهم على موسى بن الملك المسعود اقسيس ابن (١٤) السلطان الملك الكامل وكان صغير السن فاقاموه.

(١٦) [قال ابن واصل: الملك الاشرف المذكور ابن ابن الملك المسعود، وكان لما توفى الملك المسعود ترك ولدا صغيرا فسماه جده باسم ابيه صلاح الدين يوسف ولقبه الملك المسعود.

وكان عند عماته بنات الملك العادل المعروفات يوميد بالقطبيات نسبه الى شقيقهما (١٨) الملك المفضل قطب الدين. وكان عمر هذا الملك الاشرف يوم ملكوه مصر عشره (١٩_) سنين] (١٩).


(٣) جرا: جرى
(٩) مشوا: مشى
(١٠) الاخوان: الخوان
(١٢) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش--ابن الملك: بن الملك
(١٣) فاجتمعوا: فاجتمع
(١٤) ابن: بن
(١٦ - ١٩) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(١٨) شقيقهما: شقيقهن
(١٩_) عشره: عشر