للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الترسيم الى جانبه. ثم اتو (١) بالملك الاشرف صاحب حمض، والمعظم توران شاه، والملك نصرة الدين أخو (٢) الملك الناصر صاحب الشام، وجماعه من كبار الناصريه والصالحية وغيرهم؛ هدا جزا (٣) لهولاء.

وأما المنهزمين (٤) من المصريين، فانهم لم يعلموا بما تجدد بعدهم، ووصلوا الى القاهره، ووصل بعضهم الى الصعيد.

وأما العسكر الشامى فانهم وصلوا الى العباسه باعمال بلبيس، ونزلوا بها وضربوا دهليز الملك الناصر، وهم لا يشكّون انهم منصورون. ولما وصلوا المنهزمين (٧) من المصريين الى القاهره أرادوا (٨) الامراء المقيمين بها أن يسلموا القاهره لنواب الملك الناصر، ولم يشكوا أن المعز هرب أو قتل. وكان وصول المنهزمين باكر يوم الجمعه. فحطب دلك اليوم بالقاهره ومصر للملك الناصر صاحب الشام. فلما كان بعد الصلاه ورد الخبر بنصره الملك المعز، فدقت البشاير بالقلعه وكان يوما عظيما. ثم بعد خمسة أيام اقبلت المصريين (١٢)، وكان دلك الثانى والعشرين من شهر ذى القعده. ثم وصلت العساكر تتلوا (١٣) بعضها بعضا، والامراء البحريه، ومن انضاف اليهم من الشاميين. وشقوا القاهره وهم يلعبون بالرماح بين القصرين على خيولهم، وطلعوا بالملك الصالح اسماعيل الى القلعه (١٧) تحت الترسيم، واعتقلوه مع بقية الملوك.

ولما كان يوم الأحد سابع عشرين الشهر هجم جماعه على الملك الصالح اسماعيل، واخرجوه من الحبس إلى برا باب القرافه الدى للقلعه، ودبحوه كدبح الغنم، ودفن بالقرافة. وكان عمره نيف (١٨) وخمسين سنه.


(١) اتو: أتوا
(٢) أخو: أخى--من: مكرّر بالأصل
(٣) جزا: جزاء
(٤) المنهزمين: المنهزمون
(٧) وصلوا المنهزمين: وصل المنهزمون
(٨) أرادوا: أراد-- المقيمين: المقيمون
(١٢) اقبلت المصريين: أقبل المصريون
(١٣) تتلوا: تتلو
(١٨) نيف: نيفا