للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحب الشام وبين الملك المعز صاحب مصر بوساطه الشيخ نجم الدين البادرايى (٢).

وكانت الحروب بينهم قد افنت الجيوش. ثم قدم البادرايى والنظام بن المولى الى مصر، وخلصوا الملك المعظم واخاه الاشرف، واخو (٣) الملك الناصر.

وفيها تسلمت (٤) المصريين الشوبك من نايب الملك المغيث ولم يبق فى يد المغيث غير الكرك فقط، مع البلقا وبعض الغور.

وفيها قطع خبز ابن أبى على، ثم طلب دستور (٦) ان يزور القدس، ثم هرب إلى الملك الناصر، فاعطاه إمرة خمس مايه فارس.

(٨) [قال ابن واصل: ان فى سنة احدى وخمسين وستمايه ظهرت فى أرض عدن من اليمن فى بعض جبالها نار عظيمه بحيث كان يطير شرارها الى البحر فى الليل، ويظهر فى النهار لها دخان عظيم. فلم يشكو (١٠) الناس فى انها النار التى تظهر فى اخر الزمان والله اعلم] (٩).

(٢١) وفيها اخرج الناصر يوسف الناصر (١١) داود من الاعتقال، ونفاه من الشام الى الرحبه باهله واولاده وحريمه. ورسم الملك الناصر يوسف ان لا يزوده احدا ولا يطعمه لقمه خبز. فسير بعض غلمانه يشترى له قمحا وشعيرا، فرسم الملك الرحيم بدر الدين لولو أن من اباعه شئ (١٤) شنق. فبلغ دلك الأشرف صاحب حمص، فسير اليه اشيا غير واحده من جميع ما يحتاج اليه. ثم اقام الناصر داود بالرحبه والفراه اثنا (١٥) عشر يوما، غريبا وحيدا لا يجد من القوت إلا من صيده ثم قصد باب الخلافه. فلما بلغ الشرابى- وكان اكبر امراء الخلافه ببغداد-امر الناصر بعث اليه اشيا كثيره وانزله بالأنبار، وهى بالقرب من بغداد، واقام ثمانيه اشهر لا يودن (١٨) له. وقيل كان له عند الخليفه وديعه ما مقدارها ما يتى (١٩) الف دينار، فمنعه إياها ولم يعطه شى ولا ادن له فى المثول.


(٢) البادرايى: فى الأصل «البادايى»
(٣) واخو: وأخا
(٤) تسلمت المصريين: تسلم المصريون
(٦) دستور: دستورا
(٨ - ٩) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(١٠) يشكو: يشك
(١١) الناصر: فى الأصل «للناصر»
(١٤) شئ: شيئا
(١٥) والفراه: والفرات--اثنا: اثنى
(١٨) يودن: يؤذن
(١٩) مايتى: مائتا--شى: شيئا