للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن المعزّ [ايبك] ولا غيره. وكانت الدنيا بالممالك المصريه بحلمه، والخزاين بين يديه، وامره مطاع فى الحقيره والكبيره، لا يرد له مرسوم، والملك المعز معه باسم الملك لا غير.

فلما طال الامر على المعز وعلى وزيره الفايزى (٤) عملوا على قتله، وكان الفارس اقطاى هو الدى جسر على الملك المعظم توران شاه، ورماه بسهم قتله، ثم ضربه بسيفه حتى مات. وكان قد صاهر صاحب حماه، وحملت العروس إلى دمشق فى زىّ عظيم من الاحتفال والأموال. وتعجب الناس كيف سمح صاحب حماه بمصاهره مملوك.

وكانت نفسه ترى ان ملك مصر لاش (٨) عنده. وكان كثير ما يدكر، فى مجلسه بين خشداشيته، المعز ويستنقصه ولا كان يسميه الا ايبك. وبلغ دلك المعزّ وهو يعصى عنه ولا يقدر على شى يفعله لكثره خشداشيته البحريه والصالحيه. وكانوا قد ساروا فى القاهره ومصر انجس سيره من العسف بالناس والجور، واخد اموال الرعيه، واخد نسايهم واولادهم بايديهم من الطرقات، ويهجمون بالحمامات على النسا وياخدوهم (١٢) عرايا ومن الافراح، ولا تجد احدا ياخد بيد أحد.

فلما (٢٣) تزايد الحال عمل المعز فى الباطن على قتله مع شجر الدر. وكان الفارس أقطاى قد طلب من المعز القلعه يسكن بالعروس الجديده فيها، ولم يقدر [المعزّ] على منعه.

قلت: حكى جدى والد الام لوالدى رحمهما الله (١٧) [وكان رجل تركى قفجاقى يسمى برى بلجك الكرتلى، وكان من جمله البحريه، لكنه كان حسن الدين، جميل الخصايل رحمه الله] (١٩). قال: حدثنى ايبك مملوك الفارس اقطاى بدمشق فى سوق الرماحين


(٤) الفايزى: فى الأصل «الفايز»
(٨) لاش: لا شئ--كثير: كثيرا
(١٢) وياخدوهم: وياخذونهن
(١٧ - ١٩) ما بين الحاصرتين بالهامش--رجل تركى قفجاقى: رجلا تركيا قفجاقيا