للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعهم جماعه كبيره من البحريه، ومن مماليك الفارس اقطاى. وساروا ونزلوا الفوار، ثم العوجا. وكان الملك الناصر قد اقبل عليهم غايه الاقبال، واقطعهم الاقطاعات الجياد. فلما بلغ الملك المعز دلك خرج وخيم بأم البارد عند العباسه، واستقر العسكران مقيمان (٤) بقيه هده السنه.

وفيها عاد الناصر داود من الأنبار الى دمشق، ولم يعطه الخليفه شيئا.

[ذكر [حوادث] سنة اربع وخمسين وستمايه]

النيل المبارك فى هده السنه: الما القديم اربعه ادرع وسته عشر اصبعا. سبع (٧) عشر دراعا واربعه عشر اصبعا الزياده.

[ما لخص من الحوادث]

الخليفه الامام المستعصم بالله امير المومنين، والوزير ابن العلقمى (١٠) بحاله.

وفيها دخل هلاوون سلطان التتار الى بغداد فى زى تاجر عجمى ومعه مايه حمل حرير. واجتمع بالوزير مويد الدين ضد لقبه، وبابن الدرسوس نديم الخليفه، واكابر الدوله. وكانوا قادرين على مسكه، ولكنهم خانوا الله ورسوله ودين الإسلام قاتلهم الله. ثم خرج [هلاوون] بعد ما اتقن امره معهم، واتفق الحال على هلاك الاسلام ف‍ {إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ} (١٥).

وفى طول هده السنه والعسكر الشامى على العوجا، والمصرى على أم البارد، والمغايرات بينهم والحروب الى آخر هده السنه.


(٤) مقيمان: مقيمين
(٧) سبع: سبعة
(١٠) ابن العلقمى: فى الأصل «بن القمى»
(١٥) القرآن ٢:١٥٦