للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذى يتوهّمه فى ستّة الالف (١) سنة عند تأمّل قوله تعالى {كُنْ فَيَكُونُ»}. (٢)

وقال سعيد بن جبير إنّ الله سبحانه كان قادرا أن يخلق المخلوقات فى لمحة واحدة وإنّما خلقها فى ستّة أيّام تعليما لخلقه الرفق والتثبّت فى الأمور، حكاه عن ابن عبّاس وهو معنى القول الأوّل.

واختلفوا فى أسماء الأيّام فقال الزجّاج والفرّاء وأبو عبيد وقد رواه الأصمعى عن عمران بن العلاء وروى ابن الجوزى، قال أنبأتا بذلك جماعة عن القاسم ابن السمرقندى قالوا: كانت العرب العاربة تقول ليوم السبت شيار وليوم الأحد أوّل وللاثنين أهون وللثلاثاء جبار وللأربعاء دبار وللخميس مؤنس وللجمعة العروبة، وأوّل من نقل العروبة إلى الجمعة كعب بن لؤى.

وقد ذكر الجوهرى (٣) هذه الأيّام وقال: كانت العرب القديمة تسمّيها فى أسمائهم القديمة. والقول الثانى: أنّهم كانوا يسمّون يوم السبت أباجاد، والأحد هوز والاثنين حطى، والثلاثاء كلمون والأربعاء سعفص والخميس قرست، ويوم الجمعة العروبة، حكاه الضحاك عن زيد بن أرقم.

والقول الثالث: ذكره أبو إسحاق الثعلبى عن ابن عبّاس قال: خلق الله يوما واحدا وسمّاه الأحد وخلق يوما ثانيا وسماه الاثنين، ثم ذكر باقى الأيّام على هذا.

(٢٦) قلت: والتوفيق بين هذه الأقاويل ممكن لأنّه يحتمل أنّها كانت قديمة ثم تغيّرت وتقلّبت بطول الزمان كما فعلوا فى الشهور لما نذكر إن شاء الله.

واختلفوا فى أىّ يوم بدأ الله عزّ وجلّ بالخلق على أقوال، أحدها: أنّه تعالى بدأ بها يوم السبت وكان الفراغ منها يوم الجمعة. قال الإمام أحمد بن حنبل


(١) الالف: آلاف.
(٢) القرآن الكريم ٢/ ١١٧
(٣) الصحاح ٦/ ٢٢١٨، ب؛ وقارن مروج الذهب ٢/ ٣٤٩، مادة ١٣١١