للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخلها. وضجوا (١) اهلها ضجه واحده، وهرب بعضهم الى القلعه، فحاصرها حتى فتحها، ودلك فى ثانى عشر شعبان سنه سبع وسبعين واربع مايه. ونهب من الاموال اشياء عظيمه لا يقع عليها الحصر. وسكنها [سليمان بن قتلمش] واجتمعت اليه عساكره، وفتح جميع الحصون المجاوره لها، وصار له من حدّ القسطنطينيه الى طرابلس.

ثم قتل سليمان المدكور فى حديث طويل، وعادت انطاكيه فى يد وزيره الحسن ابن طاهر، الى ان ملك السلطان ملكشاه السلجوقى المقدم دكره فى هدا التاريخ، وملك الشام واستردها من الروم، وفتح انطاكيه وسلّمها لبغا (٨) شعبان ابن الب رسلان فى سنه احدى وثمانين واربع مايه، ثم سار عنها ودخل الروم. وكانت ابنته مزوجه للملك رضوان صاحب حلب، المقدم دكره ايضا، وهى ام ولده الب ارسلان (٩) الدى ملك بعده حلب. فلما كان ليله التاسع عشر من شعبان سنه اربع وثمانين واربع مايه حدث بانطاكيه زلزله عظيمه اخربت دورها واهلكت خلقا عظيما، وهدمت من ابراجها نحو (١٣) من سبعين برجا. فامر السلطان ملكشاه بعماره دلك.

واستمرت انطاكيه فى ايدى المسلمين الى سنه تسعين واربعمايه. فورد عليهم عدو من البحر. فنازلها فى دى القعده، وفتحها فى عشر رجب سنه احدى وتسعين واربع مايه. وهرب النايب الذى كان بها من جهه (١٢٢) السلطان ملكشاه، وتوفى فى الطريق قبل وصوله الى بغداد.

وكان اخد الفرنج لانطاكيه بعمل حيله رجل كان بها، يقال له صرصر الارمنى.

اتفق مع بعض ملوك الفرنج النازلين عليها، يسمى ميمون، فكتب اليه صرصر رقعه


(١) وضجوا: وضجّ
(٨) لبغا شعبان: ورد الاسم فى ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق ١١٦ آ، تحقيق الخويطر ص ١١٣٥ «بغى سغان»، بينما ورد الاسم فى ابن الأثير، الكامل، ج‍ ١١ ص ٣١٧: «ياغى ارسلان»
(٩) رسلان: أرسلان
(١٣) نحو: نحوا