للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسار الى عكا، فصادف ابن اخت زيتون قد خرج، فالتقا (١) معه. وكان السلطان فى نفر قليل، وكان الفرنج فى جمع كثيف، فاعانه الله تعالى بعد ان كاد يقتل، فكان فى اجله تاخير. وحماه الاميران سيف الدين بلبان الفايزى، وشمس الدين قرا سنقر المعزّى؛ فان بعض الفرسان من الفرنج حمل على السلطان، وهو مشغول بغيره، واراد ان يطعنه فالتقاها الامير شمس الدين قراسنقر المعزى، وشد على الفارس الفرنجى فقتله. وجدل حوله عده ابطال من فرسانهم، وكدلك فعل الفايزى حتى قتل الى رحمة الله تعالى، بعد ان بدع (٧) فى الفرنج. ونصر الله عزّ وجلّ السلطان وكسرهم كسره عظيمه. ثم استاسر ابن اخت زيتون مع جماعه من فرسانهم المعروفين، وعاد الى دمشق.

ثم خرج الى المرقب، فوجد من الامطار والثلوج والاوحال ما منعه عن قصده، فعاد الى حمص. ثم خرج بعد عشرين يوم (١١) الى نحو حصن الاكراد، واقام تحت الحصن يركب كل يوم، ويعود من غير قتال.

وكان قد قدم عليه صارم الدين مبارك بن رضى الدين ابى المعالى صاحب الحصون الاسماعيليه، ومعه هديه حسنه. وشفع فيه صاحب حماه فقبل (١٢٩) هديته، وكتب له منشورا بالحصون الاسماعيليه كلها نيابه عن السلطان. وكتب له باملاكه جميعها التى له بالشام على ان تكون مصيات وبلادها خاصّا. وبعث معه نايبا عز الدين العديمى. فلما وصلا الى مصيات، عصوا (١٧) اهلها وقالوا: «لا نسلم لصارم الدين شئ، فانه بلغنا انه كاتب الاسبتار علينا، ولا نسلم الاّ لنايب الملك الظاهر». فقال لهم عز الدين العديمى: «فانا نايب السلطان». فقالوا: «تاتينا من الباب الشرقى»، فجاهم منه.

فلما فتحوه له، هجم عليهم صارم الدين، وقتل منهم جماعه، وتسلم هو وعز الدين الحصن.


(١) فالتقا: فالتقى
(٧) بدع: أبدع
(١١) يوم: يوما
(١٧) عصوا: عصى-- شئ: شيئا