للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان بن (١) الصبّاح، لما قتل نزار، طالبوه قومه به، فقال لهم: «انه بين اعداء كثيره، والبلاد بعيده، ولا يمكنه الحضور، وقد عزم على انه يستخفى فى بطن امراه ويجى سالما عند ميقات الولاده»، فقنعوا بدلك منه. واحضر لهم جاريه، وقد احبلها، وقال لهم ان نزار (٤) فى بطن هذه المراه. فلما كان بعد ايام ولدت، فجاءت بدكر فسموه حسنا، وقال: «نغير الاسم لتغيير الصوره». فلما مات حسن فى سنه خمس عشره وخمس مايه خلّف ولده محمد (٦)، ثم خلف محمد حسنا.

فلما اتّسع ملك خوارزم شاه قصد بلادهم، فاظهر حسن بن محمد انه راى فى المنام الامام على بن ابى طالب-عليه السلام-وقال له: «اعد شعاير الاسلام وفرايضه وسننه». ثم قال [حسن] لهم: «اليس لنا التصرف ثاره (٩) بوضع التكاليف عنكم، وثاره (١٠) ناخدها منكم». فقالوا: «سمعا وطاعه». فكتب الى بغداد، والى ساير البلاد بدلك، واستدعا (١١) الفقها، واستخدم اهل قزوين فى ركابه، وسيّر الى الخليفه رسولا صحبة رسوله.

وقال السمعانى-رحمه الله-فى تاريخه: انما سموا الاسماعيليه لان جماعه من الباطنيه ينسبون الى ابى محمد اسمعيل (١٤) بن جعفر الصادق-رضى الله عنه-لانتساب زعيمهم علىّ المعرّى.

وفى كتاب الشجره: انه اول من اقبل عليهم بالسكين ابن الصبّاح، وكان دا (١٦) دين فى الظاهر، وله جماعه يتبعونه. فلما حضر من مصر الى الالموت مع جماعته، وجدها قلعه حصينه، وكان اهلها قوم ضعفا. فقال لهم: «نحن قوم رهبان، نعبد الله عزّ وجلّ، ونشترى منكم نصف هده القلعه، ونقيم (١٣٢) معكم». فاجابوه الى


(١) بن: ابن--طالبوه: طالبه
(٤) نزر: نزارا--الامره: المرأة
(٦) محمد: محمدا
(٩) ثاره: تارة
(١٠) وثاره: وتارة
(١١) واستدعا: واستدعى
(١٤) اسمعيل: اسماعيل
(١٦) دا: ذا