للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما (١٣٣) علم دلك، تحيل ان جعل له وصلة فى رجله تساوى رجله الاخرى، ولبس ساير ما عليه لبد (٢)، وكدلك رجلاه. ونزل معهما الى مقتاه بها بطيخ، وكان فى شهر رمضان، فاكل منها ولم يكن قبل دلك راوه ياكل. ثم قال لهم «كلوا، فانى قد رفعت عنكم التكاليف». فاكلوا، ولم يروا به عرج (٤)، فزادهم طغيانا.

وفيها جمع ابغا عساكره ورحل، ونزل موغان، فاقام خمسه عشر (٦) ليله، وطعموا خيولهم حتى قويت. ثم سار من دلك المكان الى ان وصل اردويل. فامر عساكره باخفايه، وان لا يشنعوا (٨) بمسيره معهم، ومن تحدث بدلك مات. فاخفوه ورحلوا من اردويل. ولم يزالوا سايرين خمسه وخمسين يوما يرعون الزروعات الى ان صار بينه وبين براق خمسه ايام. فاتفق مع امرايه ان يحملوا زوادة خمسه ايام مطبوخه بحيث لا يقدوا (١١) فيها نار. ثم عيّن من كل مايه فارس عشره يتقدموا يتخطفوا لهم الاخبار؛ فكانت عدتهم خمسه الاف فارس. فساروا الى ان صاروا فى واد بين جبلين. وكان قد امرهم ان يقتلون (١٣) من وجدوا فى طريقهم من ساير الناس. فلم يزالوا يفعلون دلك الى ان اشرفوا على يزك براق قد رتبه قدامه. فكبسوه سحرا، واستاصلوهم عن آخرهم. فلما عادوا الى ابغا اعجبه دلك، وعرفوه ان المسافه بينه وبين براق يوم ونصف. فسار ليلا، فلما اصبحوا لم يشعر الا وعسكر براق قدامه. وكان فى طرفه امير كبير، مقدم ثلاثه الاف يقال له ارغوا (١٧). فلما كبسهم عسكر ابغا هرب ناحيه بنفسه، ووصل الخبر الى براق بدلك. ثم ان ابغا نزل على مكان يسمى هوّا، فاقام به اثنا (١٩) عشر يوما يطعم خيله، واندفع قدامه براق.


(٢) لبد: لبدا--رجلاه: رحليه--مقتاه: مقثأة
(٤) عرج: عرجا
(٦) خمسه عشر: خمس عشرة
(٨) يشنعوا: يشيعوا
(١١) يقدوا: يوقدون-- نار: نارا--يتقدموا يتخطفوا: يتقدمون يتخطفون
(١٣) يقتلون: يقتلوا
(١٧) ارغوا: أرغو؛ وفى بلوشيه P O,XLL ، ص ٥٢٢، حاشية ١ «ارغون»
(١٩) اثنا: اثنى