للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توجه السلطان الملك الظاهر الى الساحل بالشام عازما على خراب عسقلان. فوصل اليها فى جماعه يسيره من الامرا والاجناد، وهدم سورها، ودلك ما كان اهمل فى ايام الملك الصالح. ووجد فيها عند الهدم كوزين مملوين (٣) دهبا تقدير الفى دينار، ففرقها على من كان صحبته ثم عاد الى الديار المصريه.

(١٣٦) وفى ربيع الاول وصل الخبر الى السلطان ان الفرنج بعكا اخرجوا جماعه ممن كان عندهم من اسارا المسلمين، نحو من مايه نفر، وضربوا رقابهم بظاهر عكا.

فاخد السلطان ايضا من اعيان من كان عنده منهم (٧)، فغرقهم فى البحر.

وفيها قبض السلطان على الملك العزيز بن المغيث صاحب الكرك كان. وكان قد انعم عليه بامريه (٩) -حسبما دكرنا من دلك-وولى امره خادما، وانزله عند اقاربه.

واستمر حاله الى ان بلغ السلطان، وهو على عسقلان، ان الشهرزوريه (١٠) عازمين على المخامره على السلطان الملك الظاهر، واتفقوا على قتله وتمليك الملك العزيز بن المغيث المدكور. فقبض عليه وعلى جميع من كان متفق (١٢) معه، منهم الامير بها الدين يعقوبا وغيره.

وفيها توجه السلطان الى حصن الاكراد، وجعل نايبا بالقلعه الامير شمس الدين اقسنقر الفارقانى. وخرج مع السلطان الملك السعيد ولده، ونايبه الامير بدر الدين الخزندار، وتواعدوا ان يجتمعوا فى يوم واحد بمكان معين لشن الغاره. وكان قد وصل السلطان الملك الظاهر الى دمشق ثانى شهر رجب، ثم خرج منها عاشره.

فافرق الجيوش فرقتين، فرقة معه وفرقة مع ولده الملك السعيد والخزندار، وتواعدوا ان يجتمعوا فى مكان عينه لهم. فلما اجتمعوا شنوا الغاره على جبله واللادقيه والمرقب ومرقيه وحلبا وصافيتا والمجدل وانطرسوس، وفتحوا صافيتا والمجدل، ثم نزلوا على حصن الاكراد.


(٣) مملوين: مملوءين
(٧) منهم: من الاسرى، م ف
(٩) بامريه: بإمرة
(١٠) الشهرزوريه: فى الأصل «الشهروزريه» --عازمين: عازمون
(١٢) متفق: متفقا