للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الى حرّان، فاخربوا سورها وكثير (١) من دورها واسواقها، واخربوا الجامع واخدوا اخشابه، ونهبوا من بقى فيها من الناس واستاسروهم، وخربت حران الى الان.

وفيها وصل رسل بيت بركه الى دمشق من عند منكوتمر ابن (٤) طغان ابن سردق ابن باتوا (٥) ارسلهم فى البحر. وكانوا لما خرجوا من بلاد الاشكرى صادفهم مركب من الفرنج البشانين (٦)، فاخدهم ودخل بهم عكا. فانكر صاحبها ومن بها من ملوكها عليهم وقالوا: «نحن حلفنا للسلطان ان لا نمنع احدا من الرسل الوارده (١٥٠) الى بابه». ثم جهزوه وسيروه الى دمشق. ولم تردّ البشانين ما اخدوه منهم، وكان معهم هديه حسنه للسلطان. فلما علم السلطان بدلك اعاق جميع من كان بالثغور الاسلاميه من البشانين من التجار عن التصرف والسفر حتى يعوضوا ما اخدوه (١١) اصحابهم. وكان مضمون الرساله التى على ايدى رسل بركه، مكتوبا بجميع ما استولوا (١٢) عليه بيت هلاوون مما كان فى ايدى المسلمين من قبل، يكون فى ملك السلطان الملك الظاهر، وان يساعدهم على قلع اثار بيت هلاوون.

فاحسن السلطان لهم الجواب فى دلك، ووعدهم ببلوغ المقصود.


(١) وكثير: وكثيرا
(٤) ابن: بن--سردق: سرتق، م ف؛ انظر حاشية ١ لبلوشيه فى P .O .Xll ص ٥٤٩
(٥) باتوا: باتو
(٦) البشانين: كذا فى الأصل، وفى م ف «الميشانيين»، وفى اليونينى «البيشانيين»؛ والمقصود «البيسانيين»، أى أهل مدينة بيزا»
(١١) اخدوه: أخذه
(١٢) استولوا: استولى