للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابن صاحب سنجار. واقام الامير بدر الدين الخزندار على يافا، ثم تقدم مرحلتين.

ولما قدم السلطان دمشق، بلغه عود ابغا عن قصده، فسير الامير سيف الدين ايتمش السعدى على البريد (١٥٥) الى الامير بدر الدين الخزندار ان يردّ العساكر الى الديار المصريه. وكان وصولهم الى القاهره المحروسه تاسع جمادى الاخره.

وفيها كانت كسره بلبوش (٥) امير عرب برقه من عمل المغرب. وكان المدكور قد منع العداد وما جرت به العاده من الحقوق السلطانيه، فجرد اليه عسكرا مع محمد الهوارى (٧)، فكسروه، واحضروه الى القاهره اسيرا. واعتقل الى حين عودة السلطان من الشام، فاخرجه واحسن اليه، وكتب له بالامريه (٨)، واستخلفه واعاده الى بلاده. وكان قد ناهز المايه من السنين، فادركته منيته قبل وصوله الى اهله فمات.

وفيها-ما دكره القاضى بن (١١) عبد الظاهر رحمه الله-ان ورد كتابا من ملك الحبشه على السلطان الملك الظاهر طى كتاب صاحب اليمن، وهو يقول: قد قصد المملوك فى ايصال كتابه الى السلطان. وكان ضمن كتاب ملك الحبشه يقول:

«أقلّ المماليك محر املالك يقبّل الأرض، وينهى بين يدى السلطان الملك الظاهر- خلّد الله ملكه-أن رسولا وصل من والى قوص بسبب الراهب الذى جاءنا.

فنحن ما جاءنا مطران مولانا السلطان، ونحن عبيده. فيرسم مولانا السلطان للبطرك يعمل لنا مطران (١٧) يكون رجلا جيدا عالما لا يجبى ذهبا ولا فضة، ويسيره الى مدينه عوان. فأقلّ المماليك يسير إلى الملك المظفر صاحب اليمن ما يلزمه، وهو يسيره الى الابواب العاليه. وما أخّرت الرسل إلى الأبواب إلا أنى كنت فى بيكار، فإن الملك


(٥) بلبوش: فى الأصل «بلبوس»، انظر ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق ١٦٦ آ، تحقيق الخويطر ص ١٢١٨
(٧) محمد الهوارى: كذا فى الأصل وم ف؛ بينما ورد الاسم فى ابن عبد الظاهر ق ١٦٦ ب، تحقيق الخويطر ص ١٢١٨ «مقدّم بن عزّاز»
(٨) بالامريه: بالإمرة
(١١) بن: ابن
(١٧) مطران: مطرانا