للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خلفهم الى خرتبرت، فلم يلحقهم (١) ولا وجد من اخبره عنهم، غير انه وجد خيلا كان بهادر قد قدمها بين يديه، فتاهت عن الطريق، وكان عدتها خمس مايه فرسا (٢)، فاخدها وعاد الى مهدب (٣) الدين.

ولما اجتمعا (٤) وحضرا بين يدى السلطان اقبل عليهما، ثم انفدهما الى الديار المصريه صحبه الامير بدر الدين بيسرى وشرف الدين ألجاكى، فالتقاهما الملك السعيد ملتقا (٥) حسنا.

واما تاثير الكتب التى كانت على يد الامير بدر الدين بكتوت الاتابكى، لما وصلت الى اربابها من امراء الروم، مثل شرف الدين مسعود بن الخطير، وتاج الدين كيوى (٨) -وكانا هذان الاميران مقدّمان على العساكر الروميه من جهه البرواناه-فلما وصلت اليهم الكتب امروا لسنان الدين ابن (٩) سيف الدين طرنطاى ان يقراهما (١٠) ويرد جوابهما.

ثم ورد فى دلك الوقت قاصدا (١١) اخر، وعلى يده كتب اليهم من السلطان مضمونها: ان نحن واصلين (١٢) اليكم عقيبها. فاجالوا قدح الراى بينهم، فاشار عليهم تاج الدين كيوى ان: «يكتب كل واحد منا كتاب (١٣) الى السلطان الملك الظاهر نعرفه ان نحن مماليكه، والبلاد بلاده، وان معين الدين قد توجه الى ابغا، والسلطان غياث الدين فى قيساريه، ونحن نتوجه اليه (١٥)، ونجتمع به وبمن فيها من الامراء، ونعرفهم بما وقع عليه الاتفاق، ونطالع السلطان بما يتحرر». فكتبوا بذلك


(١) يلحقهم: فى الأصل «يحلقهم»
(٢) فرسا: فرس
(٣) مهدب: مهذب
(٤) ولما اجتمعنا: اى حسام الدين بيجار وولده بهادر--انفدهما: أنفذهما
(٥) ملتقا: ملتقى
(٨) كيوى: فى الأصل «كفوى»، بينما ورد الاسم فى م ف «كفرى»، وصححه بلوشيه فى حاشية ٣ فى P .O .XII ص ٤٠٩ «كنوى»؛ والأرجح «كيوى» نسبة إلى كيا، انظر ابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، ج‍ ٧ ص ١٦٩ - -وكانا: وكان--مقدمان: مقدمين
(٩) ابن: بن
(١٠) يقراهما: يقرأها، م ف--جوابهما: جوابها، م ف
(١١) قاصدا: قاصد
(١٢) واصلين: واصلون
(١٣) كتاب: كتابا
(١٥) اليه: إلى قيسارية، م ف