للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما يمكنى (١) ادخل البلاد بمن معى من العساكر. واما رحيل مهدب الدين الى دوقاق، فنعم ما فعل، فانه كان مطلع (٢) على ما كان بينى وبين والده». ثم ان السلطان انزلهما، فلما استقر بهما القرار طلب ضياء الدين ان يجتمع بالسلطان خلوة، فاجابه فقال: «الله يحفط (٤) السلطان، متى لم يقصد البلاد فى هدا الوقت، لم آمن على اخى شرف الدين ان يقتل هو ومن معه (١٧٣) من الامراء الدين حلفوا للسلطان، وان تاخر ركاب السلطان فى هدا الوقت، فيتصدق السلطان، ويبعث من فيه نجدة حتى يكونوا له ظهرا، ويتمكن من الخروج والحضور الى خدمه السلطان». فقال [السلطان الملك الظاهر]: «الدى اراه من المصلحه ان ترجعوا الى بلادكم، وتتحصنوا بقلاعكم، وتحتموا بها الى ان ارجع الى مصر، واربع خيلى، واعود اليكم فى زمن الشتا؛ فان ابار الشام فى هدا الوقت قد غارت وقل ما بها، وعسكرى ثقيل لا يحمله». ثم ان السلطان استصحبهم معه، فلما وصل الى حماه استصحب معه صاحبها وسار الى حلب. ثم انه جهز سيف الدين بلبان الزينى (١٢) فى عسكر، وبعثه الى الروم ليحضر السلطان غياث الدين والامير شرف الدين بن الخطير ومن معهما من الامراء الروميين.

فلما وصل الزينى (١٥) الى كينوك، وردت القصّاد واخبروا ان البرواناه قد عاد الى الروم، وهو فى خدمه منكو تمر واخوته، اولاد هلاوون، وهم فى ثلثين الف فارس من كبار المغل. فكتب الى السلطان وعرفه دلك، فظن السلطان ان التتار، ادا سمعوا انه عسكر قليل، يقصدونه، فعاد من حلب الى دمشق، ثم توجه الى مصر.

وعاد الزينى بمن معه بمرسوم السلطان له فى دلك.


(١) يمكنى: يمكننى--مهدب: مهذب
(٢) مطلع: مطلعا
(٤) يحفط: يحفظ
(١٢) الزينى: فى الأصل «الزيتى»؛ انظرم ف، واليونينى ج‍ ٣ ص ١٧٠، وابن الفرات ج‍ ٧ ص ٦٧
(١٥) الزينى: فى الأصل «الزيتى» --كينوك: فى الأصل «كوك»؛ انظر ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق ١٨٥ ب، تحقيق الخويطر ص ١٢٥٥، واليونينى ج‍ ٣ ص ١٧٠، وابن تغرى بردى، النجوم الزاهرة، ج‍ ٧ ص ١٦٧؛ وفى ابن الفرات ج‍ ٧ ص ٦٧ «كوكصو»