للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورسم للامير نور الدين على بن مجلّى، نايب حلب، ان يتوجه الى الساجور، ويقيم على الفراه (٢) بمن معه من العساكر الحلبيه لحفط المخايض لا يعبرها احد من التتار قاصدا الشام. ووصل الى الامير نور الدين بن مجلّى المدكور الامير شرف الدين عيسى بن مهنّا. فبلغ نواب التتار بالعراق نزولهم على الفراه (٤)، فجهزوا لهم جماعه من عرب خفاجه تكبسهم. فوصل الخبر لنور الدين بن مجلى، فركب وداركهم، فالتقاهم وكسرهم، واخذ منهم الف (٦) ومايتى جمل.

ثم ان السلطان رحل من حيلان يوم الجمعه ثالث الشهر. فنزل عين تاب، ثم الى دلوك، ثم الى مرج الديباج، ثم الى كينوك، ثم الى النهر الازرق، ثم الى اقشادربند (٩)، فوصله يوم الثلثا سابع شهر دى القعده، فقطعه (١٧٧) فى نصف نهار.

فلما خرج منه انتشرت العساكر شبه الجراد المنتشر. فحينئد قدّم الامير شمس الدين سنقر الاشقر على جماعه من العساكر المنصوره، وامره بالمسير بين يديه. فوقع على طايفه من التتار، عدتها ثلث (١٢) الاف فارس، ومقدمهم يسمى كراى، فكسرهم، وأسر منهم طايفه، ودلك يوم الخميس تاسع الشهر.

ثم وردت الاخبار على السلطان ان عسكر المغل والروم مع تتاوون والبرواناه، وانهم نازلين (١٥) على نهر جيحان. فلما اشرف العسكر المنصور على صحراه البلستين، شاهدوا التتار قد رتبوا عسكرهم اطلابا، فى كل طلب الف فارس. وعزلوا عسكر الروم عنهم ناحية لا يكن مخامرا عليهم، وجعلوا عسكر الكرج طلبا واحدا.


(٢) الفراه: الفرات--لحفط: لحفظ
(٤) الفراه: الفرات
(٦) الف: ألفا
(٩) اقشا دربند: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق ١٨٦ آ، تحقيق الخويطر ص ١٢٥٦، واليونينى ج‍ ٣ ص ١٧٦، وابن تغرى بردى ج‍ ٧ ص ١٦٧ ورد الاسم «أقجا دربند»
(١٢) ثلث: ثلاثة
(١٥) نازلين: نازلون--جيحان: فى الأصل وم ف «صيحان»، انظر ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق ١٨٦ آ، تحقيق الخويطر ص ١٢٥٦ - -صحراه: صحراء