للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتغمد السيوف الباترة، وتحلّ الكافّة أرض الهوينا وروض الهتون (١)، وتخلص أرقاب (٢) المسلمين من أغلال الذلّ والهون. فالحمد لله على الموافقة وإخماد البارقة.

وإن غلب سوء الظنّ بما تفضل به واجب (٣) الرحمة، ومنّع من معرفته قدر هذه النعمة، فقد شكر الله مساعينا، وأبلى عذرنا مقبولا {وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (٥). والله الموفق للرشاد والسداد، وهو الممتنّ على البلاد والعباد، وحسبنا الله وحده.

كتب فى أوسط جمادى الأولى. سنة إحدى وثمانين وستمايه».

الجواب إنشا محيى (٨) بن عبد الظاهر-رحمه الله-عن السلطان الملك المنصور:

«بسم الله الرحمن الرحيم. بقوه الله تعالى، بإقبال دولة السلطان الملك المنصور.

كلام قلاوون إلى السلطان أحمد بن هلاوون.

أمّا بعد: (٢٢٧) حمد الله الذى أوضح لنا وبنا الحق (١١) منهاجا، وجاء بنا فجاء نصر الله، ودخل الناس فى الدين أفواجا. والصلاة على سيدنا محمد الذى فضّله الله على كلّ نبىّ نجا (١٣) به أمته، وعلى آله وصحبه وعترته.

فقد وصل الكتاب الكريم المتلقّا (١٤) بالتبجيل والتكريم، المشتمل على النبأ العظيم، من دخوله فى الدين، وخروجه عمن سلف من العشيرة والاقربين. ولما فتح هذا الكتاب بهذا الإخبار، عطر شذاه حتى ملأ الأقطار. فالحمد لله على الإسلام المعلّم المعظّم والحديث الذى صح عند الإسلام إسلامه، وأصحّ الحديث ماروى عن مسلم.


(١) الهتون: فى م ف وابن عبد الظاهر ص ١٠ «الهدون»
(٢) أرقاب: رقاب
(٣) واجب: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر «واهب»
(٥) القرآن ١٧:١٥
(٨) محيى: محيى الدين
(١١) الحق: كذا فى الأصل وم ف؛ بينما فى ابن عبد الظاهر، تشريف الأيام، ص ١٠ «للحقّ»
(١٣) نجا: نجىّ
(١٤) المتلقا: المتلقى