للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كففتم عنه، وأن نسدّ هذا الباب. وإذا اتحد الإيمان وانعقدت الأيمان، تحتم هذه الحكاية، وترتب جميع الأحكام ممّا يجوز فى مجالس الحكّام.

وأمّا الجاسوس الفقير الذى أمسك وأطلق، وكان سبيله أن يهلك، وأنّ بسبب من تزيّا من الجواسيس بزىّ الفقراء قتل جماعة من الفقراء، الصلحاء رجما بالظنّ، فهذا باب من تلقى (٥) ذلك الجانب كان فتحه، وزند من ذلك الطرف كان قدحه. وكم من مزىّ (٦) بزىّ الفقر من ذلك الجانب سيّروه، وإلى الاطّلاع سوّروه، ممّا ظفر منهم بجماعة كبيرة، فرفع عنهم السيف، ولم يكشف ما غطّوه بخرقة الفقر بكم (٧) ولا كيف.

وأمّا الإشارة التى أنّ باتّفاق الكلمة تنجلى ظلمة الاختلاف، وتدرّ بها من الجراير (٩) الأخلاف، ويكون بها صلاح العالم، وانتظام شمل بنى آدم. فلا رادّ لمن فتح باب الاتّحاد وجنح للسلم، فقد جاد وما حاد. ومن ثنا (١٠) عنانه عن المكافحة كان كمن مدّ يده للمصافحة للمصالحة. والصلح وإن يكن سيّد الأحكام من أمور تبنى عليه قواعده، ويعلم من مداولته (١٢) فوايده. فالأمور المسطّرة فى كتابه هى كلّيات لازمة يعمر بها كلّ مغنى ومعلم. وثمّ أمور لا بدّ أن تعقد وتحكم، وفى سلكها عقود العهود تنظم، قد يحملها لسان المشافهة التى إذا وردت أقبلت عليها إنشاء الله النفوس، وأحرزتها صدور الرسايل كأحسن ما تحرز سطور الطروس.

وأمّا الإشارة إلى قوله تعالى {وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (١٦)، فما على هذا النسق السبيل ينهج، ولا الودّ ينسج، بل الأفضل للمقدم فى الدين [و] (١٨) نصره عهود ترعا، وإفادات تستدعى. وما برح الفضل للأوّلية، وإن تناها


(٥) تلقى: تلقاء
(٦) مزىّ: متزىّ--مما ظفر: فى ابن عبد الظاهر ص ١٤ «وأظفر الله»
(٧) بكم: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص ١٤ «بلم»
(٩) الجراير: فى ابن عبد الظاهر ص ١٤ «الخيرات»
(١٠) ثنا: ثنى
(١٢) مداولته: فى ابن عبد الظاهر ص ١٤ «مدلوله»
(١٦) القرآن ١٧:١٥
(١٨) أضيف ما بين الحاصرتين من ابن عبد الظاهر ص ١٥ - -ترعا: ترعى--تناها: تناهى