للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتقدم اليه بطريق من الروم، وساله الاقامه بها، وانه يدى (١) الخراج ويحفضها، فاجابه الى دلك. فلم يلبث الملعون على دلك الا سنين يسيره، ثم انه اغلق بابها، وقتل واليها الدى بها من قبل المسلمين وجماعه اليهود، واسر جماعه من المسلمين، وهرب الى الروم. فلحقوه (٤) المسلمون وقتلوه وخلصوا الاسرا منه.

وحكى المداينى رحمه الله قال: فتح طرابلس سفيان بن مجيب (٥) يوم نقض [اهلها] العهد ايام عبد الملك بن مروان. ولم تزل فى ايدى المسلمين الى ان ملكها جلال الملك [على بن محمّد بن عمّار] (٧) المقدم دكره. وما زال حاكما فيها حتى خرج الفرنج فى سنه تسعين واربع مايه، وفتحوا انطاكيه فى مستهل رجب سنه احدى وتسعين واربع مايه، فنزل عليها الملك صنجيل-لعنه الله-، واسمه ميمنت (٩). قال القاضى عز الدين بن عساكر رحمه الله فى تاريخه ان نسبه صنجيل الى صنجله (١٠)، وهى مدينه بالمغرب. فنزل بجموعه على اطرابلس فى رجب سنه خمس وتسعين واربع مايه، وعمّر قبالها حصنا، وضايقها مده طويله.

فلما طال مقامه، خرج صاحبها يستغيث بالمسلمين، بسلطان بغداد يوميد (٢٥٣) ابن بويه. وترك ابن عمه ابو (١٤) المناقب، ورتب معه رجلا يعرف بسعد الدوله بن الاغر. فاتفق انه جلس يوما فى مجلسه، وعنده جماعه من كبار الدوله واهل البلد، فشرع يتحدث (١٦) ويخلط فى حديثه، فنهاه سعد الدوله، فلم يقبل منه، فحذفه بالسيف فقتله.


(١) يدى: يؤدّى--ويحفضها: ويحفظها
(٤) فلحقوه: فلحقه
(٥) مجيب: فى الأصل «مجيب» انظر ما سبق ص ٢٨٤ - -أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى، ق ٢٦ ب، وابن عبد الظاهر، الروض الزاهر (مخطوطة استانبول)، ق ١٠٧ آ
(٧) أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى وابن عبد الظاهر
(٩) ميمنت: كذا فى الأصل وابن الفرات، ج‍ ٨ ص ٧٧؛ فى الجزرى وابن عبد الظاهر ق ١٠٧ آ «ميمنث»
(١٠) صنجله: فى ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق ١٠٧ آ «صنجيلية»، وفى الجزرى ق ٢٦ ب «صنجيله»
(١٤) ابو: أبا
(١٦) يتحدث: فى الجزرى، ق ٢٦ ب، وابن عبد الظاهر ق ١٠٧ ب «يتجنن»