للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«بسم الله الرحمن الرحيم. أعز الله نصر المقام العالى المولوى السلطانى الملكى المظفرى الشمسى، ولا زالت أولياه (٢) فى نصرة الإسلام، مشمرة الذيل، ملحقة الخيل بالخيل، مقبلة على الجهاد إقبال السيل، مايلة إلى جهة النصر كلّ الميل، عاقدة سنابك جيادها سماء نجومها الأسنة وعجاجها الليل، تنشد للإسلام صواكم الشوارد، (٢٥٥) وتخلى من أعدايه المعاقل، وتحلّ منهم المعاقد، وتجلوا (٥) عليهم مواقف الحروب مستعرة المواقد، وتبعث إليهم من الرعب خيلا فى المراقب وخيالا فى المراقد، إلى أن يبلغ أقاصى المراد، ويملك نواصى العباد، ويفترع صياصى البلاد، ويطيع (٨) من فى الأرض عواصى التلاع والوهاد.

التهانى من عاداتها ان تستدعى سرور القلوب، وتستخرج من الحمد خبايا الألسنة إذا استخرج سواها خبايا الجيوب. وتسرى فى النفوس سرىّ الأرواح فى الأجسام، ويقبل على الأملاك (١١) إقبال الأنوار على الأظلام. لا سيّما تهنية دلّت على إدالة الحقّ على الباطل، وأعادت الحلى إلى العاطل، وتقاضت الديون المنسية، وأذكرت الإسلام وقايعه الأمسية. واستأدت (١٣) من فى خدّه صعر، أو فى أنفه شمم، أو فى لحظه حور، أو فى لوثه لمم.

فإذا كانت بهذا الوصف كانت فى المدح أبرع، وإلى القلوب (١٦) أسرع، ولمرعى القلوب أمرع، ترتاح إليها الأسماع والأبصار، وتودّ كل جارحة لو كانت فيها من المهاجرين والأنصار. ومن حقّها أن ترتفع (١٧) لها الحجب، وترفل بها المحامل أرقاب النجب (١٨). وتستدعى المزيد من لطف الله بدينه الذى ارتضاه، وتحمده على الإعانة (١٨_) بسيفه الذى جرده لنصره وانتضاه.


(٢) أولياه: أولياؤه
(٥) وتجلوا: وتجلو
(٨) ويطيع: فى الأصل «وتطيع»، انظر الجزرى، مخطوطة جوتا ١٥٦١، ق ٢٩ آ--التلاع: فى المتن «القلاع» وصححه المؤلف فى الهامش
(١١) الأملاك: فى الجزرى ق ٢٩ آ «الآمال»
(١٣) واستأدت من: فى الجزرى «واستفادت ممن»
(١٦) القلوب: فى الجزرى «القبول»
(١٧) ترتفع: فى الجزرى «ترفع»
(١٨) وترفل. . . النجب: فى الجزرى «وترقل بها المحامل إرقال النجب»
(١٨_) الإعانة: فى الجزرى «الإغاثة»