للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الجواب على النسور المحوّمة (١)، ويستشيروا أولى الرأى فى حصرها فلا يسمع إلاّ الأقوال المتلوّنة والآراء المتلوّمة.

وما زلنا نصل السرى بالسير، ونرسل الأعنّة إلى نحوها فتمدّ (٣) الجياد أعناقها إليها مدا ينقطع بين قوّتها وقوّته السير، واستقبلنا من جبالها كلّ صعب المرتقى، وعز المتقى (٤)، شاهق لا يلقى به مسلك ولا يلتقى. فما زالت العزايم الشريفة تسهّل حزونه، والشكايم تفجر بوقع السنابك [من حجارته] (٦) عيونه، والجياد ترتقى مع امتطاء متونها بدروع الحديد شؤونه (٧). فلما أشرف عليها منّا أشرف سلطان جعل جبلها دكّا، وحاصرناهم حصار (٨) (٢٨٦) ألحقها بعكّا وأخواتها، وإن كانت أحصن من عكّا، ونصبنا عليها عدة مجانيق تنقضّ حجارتها انقضاض النسور، وتقتنص الأرواح من الأجسام، وإن ضرب بينها وبينهم بسور، ونفترس (١٠) أبراجها بصقور صخور، افتراس الأسد الهصور.

هذا والنقوب تسرى فى بدناتها سريان الجبال (١٢) وإن كانت جفونها المسهّدة، وعمدها الممدّة (١٣)، وحفظتها المجنّدة، ورواسيها على جبل الفرات موطّدة. وقد خندقوا عليها خندقا جرت فيه الفرات من جانب، ونهر مرزبان من جانب، ووضعها واضعها


(١) المحوّمة: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «المهوّمة» --ويستشيروا: ويستشير
(٣) فتمدّ: كذا فى الأصل وز ت والنويرى وابن الفرات ص ١٣٨، بينما فى الجزرى «فتميل»
(٤) وعز المتقى: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «وعر المنتقى»
(٦) ما بين الحاصرتين مكتوب بالهامش--والجياد: فى الجزرى: ص ١١٠، والنويرى ص ٦٥، وابن الفرات ص ١٣٨، وز ت «والجياد المطهرة».
(٧) شؤونه: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «متونه»
(٨) حصار: حصارا
(١٠) ونفترس: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «وتفترس»
(١٢) الجبال: كذا فى الأصل، بينما فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «الخيال»
(١٣) الممدة: الممددة، انظر الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت