للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعصمها العذب الفرات وإنّه ... لتحصينها كالبحر بل دونه البحر

سريع يفوت الطرف جريا وحدّه ... كريح سليمان التى يومها شهر

لها قلّة لم ترض سقيا فراتها ... وفى روضها ماء المجرّة ينجرّ

تحاض بنون (٤) ... السحب فيها كأنّها

إذا ما استدارت حول أبراجها نهر

على هضب صمّ يكلّم صخرها ال‍ ... حديد وفيها عن إجابته وقر

لها طرق كالوهم أعيا سلوكها ... على الفكر حتّى ما يخيّلها الفكر

إذا خطرت فيها الرياح تعثّرت ... أو الذرّ يوما زلّ عن مثلها (٧) الذرّ

يظلّ (٨) ... القطا فيها ويخشى عقابها ال‍

‍عقاب ويهفوا فى مراقبها النسر

فصبّحتها بالجيش كالروض بهجة ... صوارمه أنهاره والقنا الزهر

وأخطأت لا بل كالنهار فشمسه ... محيّاك والآصال راياتك الصفر

ليوث من الأتراك آجامها القنا ... لها كلّ يوم فى ذرى ظفر ظفر

فلا الريح تسرى بينهم لاشتباكها ... عليهم ولا ينهلّ من فوقهم قطر

عيون إذا الحرب العوان تعرّضت ... لخطّابها بالنفس لم يغلها (١٣) مهر

ترى الموت معقود (١٤) ... بهدب نبالهم

إذا ما رماها القوس والنظر الشزر

ففى كلّ سرج غصن بان مهفهف ... وفى كلّ قوس مدّه ساعد (١٥) بدر

إذا ضربوا صمّ الجبال تزلزلت ... وأصبح سهلا تحت خيلهم الوعر

(٢٩٥) ولو وردت ماء الفراة (١٧) ... خيولهم

لقيل هنا [قد] كان فيما مضى نهر

أداروا بها نهر (١٨) ... فأضحت كخنصر

لدى خاتم أو تحت منطقة خصر


(٤) تحاض بنون: كذا فى الأصل؛ فى ابن شاكر «فخاض منون»
(٧) مثنها: متنها
(٨) يظل: يضل--ويهفوا: ويهفو
(١٣) يغلها: فى ز ت «يعلها»
(١٤) معقود: معقودا
(١٥) مدّه ساعد: فى ز ت وابن شاكر ص ٣٠٩ «مدّ ساعده»
(١٧) الفراة: الفرات--أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت وابن شاكر
(١٨) نهر: نهرا، فى ز ت وابن شاكر ص ٣١٠ «سورا»