للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحصل من الامير بدر الدين بيدرا فتور عظيم فى امرهم، فنالوا من العسكر، وعادت كالكسره (٢). فحصل لاهل الجبل طمع عظيم؛ فانه بعد ذلك احضر جماعه من اعيانهم ومشايخهم وخلع عليهم، واجابهم الى جميع ما قصدوه، حتى فى محابيس لهم بسجن دمشق كانوا فى غايه الفساد. وكان اصل دلك كله طمع نفس بيدرا وميله الى الدنيا.

ثم عاد بيدرا الى دمشق، وتلقاه السلطان الملك الاشرف. وعتب عليه فى دلك، فاحتج حجج (٦) بارده، فعنفه السلطان تعنيف كثير، فحمل على نفسه، وادعى انه متمرض، ثم عوفى.

وفيها توفى الملك المظفر صاحب ماردين وجلس ولده.

وفيها قبض السلطان على الامير شمس الدين سنقر الاشقر (٢٩٧) وعلى طقصوا (٩).

وطلب الامير حسام الدين لاجين، فهرب. فامر السلطان بالمبادره اليه، وركب خلفه بنفسه مع جميع الخاسكيه، فلم يقعوا له على اثر، وعاد السلطان بعد صلاه العصر.

ونفد سنقر الاشقر وطقصوا (١٢) مقيدين على البريد الى مصر، ودلك فى رابع شوال من هده السنه. واما لاجين، فان العرب مسكوه من ناحيه صرخد، واحضره الشريفى والى الولاه، وقيل مسكه بارض عجلون. فلما احضره قيّد وسير الى مصر، ودلك فى سادس شوال.

وفيها تولى نيابه الشام الامير عز الدين الحموى عوضا عن الامير علم الدين الشجاعى.

وخرج السلطان متوجها للديار المصريه من دمشق يوم الاثنين تاسع شوال، ودخل القاهره المحروسه يوم الاربعا ثانى شهر دى القعده. وشق القاهره، وهى مزينه احسن زينه.


(٢) كالكسره: فى ز ت «شبه المكسور»، وفى ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٤٢ «شبه المنهزم»
(٦) حجج: حججا--تعنيف كثير: تعنيفا كثيرا
(٩) طقصوا: طقصو
(١٢) وطقصوا: وطقصو