للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى وصطه (١) شمله بغير سيف ولا سلاح، وانّما السلاح مع انغاى-خانه الله-وفى يد السلطان زخمة طبل باز، لم نشعر الى (٢) والغبره ثايره قاصده الى نحونا. وكان سبب مجيهم ان انغاى-قاتله الله-كان من المخامرين على السلطان، فسير فى تلك الساعه الى لاجين يقول: «متى لم تدركوه فى هده الساعه لا عدتم قدرتم عليه بعدها».

حكى لى من اثق بقوله قال: كنا جلوس (٥) ناكل الطعام عند بيدرا، فدخل عليه لاجين، وزحم حتى جلس حداه (٦)، ومد يده لياكل. فسارّه فى ادنه كلمتين، ثم نهظ، ومسح يده فقال بيدرا: «بسم الله، يا امرا، لنا شغل»، ونهظ (٧) دخل خيمه صغيره خلفت (٨) الجتر، ثم خرج وهو ملبس الزرد تحت قماشه، وركبوا من ساعتهم.

قال شهاب الدين بن الاشل: فلما راى السلطان الغبره أنكرها فقال لبعض المماليك: «سوق (١٠) اكشف». فساق ولم يرجع، وكدا اخر، واخر، واخرهم كنت انا. فلما وصلت الى القوم مسكونى ولا علمت ما جرا (١١) بعدى. قيل انهم لما وصلوا اليه اول من جسر عليه بيدرا، فضربه جرحه جرح يسير (١٢). ثم ان لاجين ضربه [ضربة]، فاتقاها (١٣) بيده (٣٠٤) فقطعها بالزخمه التى كانت فى يده، وثنى عليه باخرى على كتفه نزلت الى صدره، فانجدل صريعا. ثم تخاطفته السيوف من بقيه الامرا الخاينين، قاتلهم الله.

وكان الامرا المخامرين (١٦) عليه عقدوا بينهم الأيمان: لاجين، قراسنقر، طرنطاى الساقى، انغاى السلحدار، اقسنقر الحسامى، أروس الجمدار، بهادر راس نوبه، اقوش الموصلى الحاجب، الطنبغا الجمدار، محمد خواجا، [واناق] (١٧) مع عده اخر،


(١) وصطه: وسطه
(٢) الى: إلا--مجيهم: مجيئهم
(٥) جلوس: جلوسا
(٦) حداه: حذاءه--نهظ: نهض
(٧) ونهظ: ونهض
(٨) خلقت: كذا فى الأصل
(١٠) سوق: سق
(١١) جرا: جرى
(١٢) جرح يسير: جرحا يسيرا--أضيف ما بين الحاصرتين من ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٦٧
(١٣) فالتقاها: فتلقاها، م ف
(١٦) المخامرين: المخامرون
(١٧) ما بين الحاصرتين مكتوب بالهامش.