للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها كان عمل الروك الحسامى بالديار المصريه، وكان ابتداه (١) فى جمادى الاولى.

وفيها مسك القاضى بها الدين بن الحلى ناظر الجيوش المنصوره، وسلم لاقوش الرومى، فعدبه بانواع العداب، وجلس مكانه ابن مندر (٤).

وفيها حضر وعاد الملك خضر بن الملك الظاهر من بلاد الاشكرى، والتقاه السلطان واقبل عليه، ورسم له بالحجاز حسب سواله.

وفيها حج الامام الحاكم بامر الله امير المومنين.

وفيها تقنطر السلطان لاجين بالميدان وانكسرت يده، وانقطع ايام (٨)، ثم عوفى وركب فى الحادى عشر من صفر. وقد دكر شمس الدين محمد بن الببّاعة -فى تاريخه-انه لما تقنطر السلطان لاجين كان كما قيل هدا البيت <من البسيط>:

حويت بطشا وإحسانا ومعرفة ... وليس يحمل هذا كلّه الفرس

(٣٢٥) ومن نثره فيه: فلما كان الحادى عشر من صفر، اسفر ثغر صاحبه عن محيّا القمر الزاهر، وبطش الأسد الكاسر، وجود البحر الزاخر، فيا له يوما نال به الإسلام على شرفه شرفا، وأخذ كلّ مسلم من السرور العامّ طرفا، فمليت كلّ النفوس (١٦) سرورا، وزيدت قلوب المؤمنين وأبصارهم بيانا ونورا.

<من البسيط>:

فأشرق البدر من السرار ب‍ ... ‍عليا السعادة فالرحمن مشكور

(١٨)


(١) ابتداه: ابتداؤه
(٤) ابن مندر: المقصود «عماد الدين بن منذر»، انظر المقريزى، السلوك، ج‍ ١ ص ٨٣٦
(٨) ايام: أياما
(١٦) النفوس: كذا فى الأصل وابن تغرى بردى ج‍ ٨ ص ٨٩؛ فى ز ت «القلوب»
(١٨) الشطر الأول مضطرب الوزن