للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى أمان. فإنّهم إنّما يؤدّون (١) الجزية. ليكون لهم أمان فى أموالهم ودماهم، والسلاطين موصون على أهل الذمّة، كما هم موصون على المسلمين من أهل هذه الأمّة. فإنهم من جملة الرعايا، قال صلّى الله عليه وسلّم (٣) (كلّكم راع وكلّ راع مسئول عن رعيّته) (٤)

فسبيل القضاة والخطباء والمشايخ والعلماء، والأكابر والشرفا والمشاهير (٥) وعامّة الرعايا، الاستبشار بهذا النصر الهنىّ، والفتح السنىّ، وأخذ الحظ الوافر من السرور. والنصيب الأكبر من البهجة والحبور، مقبلين على الدعاء لهذه الدولة القاهرة والمملكة الطاهرة، آناء الليل وأطراف النهار

وكتب خامس ربيع الأوّل سنة تسع وتسعين وستّ ماية

وكان قرايته (١٠) على السدّة بالجامع المعمور بذكر الله تعالى، المعروف بجامع بنى أميّة بدمشق المحروسة. فلمّا قرئ هذا الفرمان صاحت العوامّ ورعاع الناس ودعوا للملك، وأكثروا الضجيج كعادتهم فى ذلك. وحصل للناس بذلك سكون وطمأنينة (١٣). ثمّ استمرّ أوليك النفر من التتار بالمقصورة، إلى صلاة العصر فصلّوا. ثمّ توجّهوا إلى منازلهم. وفى يوم الأحد تاسعه أهانوا جماعة الدماشقة بمدرسة القيمريّة بسبب تحصيل الخيل

ولمّا كان يوم الاثنين عاشره تقرّبوا من البلد وأحدقوا بدمشق واحتاطوا بالغوطة من كلّ مكان. وكثر العبث والنهب والفساد. وأخذت ذخاير الناس، وقتلوا جماعة من أهل القرى والضياع، وعمّ الأذى. ولم يعود


(١) يؤدون: بدون--أمان: أمانا
(٣ - ٤) الجامع الصغير ٢:١٥٨
(٥) والمشاهير: بالهامش
(١٠) فرأيته: قرآته
(١٣) طمأنينة: اطمانينه