للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم وجمع شمل الإسلام، ببركات نبيّه عليه السلام. وكان اجتماعهم بالركاب الشريف السلطانىّ عزّ نصره بمنزلة الصالحيّة، وأشاروا بالعود إلى الديار المصريّة. فعاد ركابه الشريف إلى قلعة الجبل المحروسة فى يوم السبت خامس شهر شعبان المكرّم. ثمّ توجّه بقيّة الجيش المنصور مع من يذكر من الأمرا إلى دمشق المحروسة لتطمئنّ (٥) بقدومهم النفوس، وتزول تلك النحوس والعكوس. فأوّل من دخل دمشق الأمير جمال الدين آقوش الأفرم فى جيوش الشأم. وخرج الناس ليروهم، وشكروا الله عزّ وجل وهو المستحقّ لذلك. ثمّ وصل يوم الأحد الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورىّ فى جيوش حلب. ثمّ الأمير سيف الدين أسندمر فى عسكر طرابلس. ودخل يوم الاثنين ميسرة الجيوش المصريّة يقدمهم الأمير بدر الدين بكتاش الفخرىّ أمير سلاح. ودخل يوم الثلثا ثالث عشره ميمنة الجيوش المصريّة يقدمهم الأمير حسام الدين الحسام أستادار. ودخل يوم الأربعا القلب المصرىّ، وفيه الأمير سيف الدين سلاّر، والأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، وزين الدين كتبغا، وسيف الدين الطبّاخىّ. ونزلت الجيوش المنصورة بالمرج بظاهر دمشق المحروسة. ونزل الأمير سيف الدين سلاّر بالميدان بالقصر الأبلق. وجلس يوم السبت وأخلع على عزّ الدين ابن القلانسىّ قريب والده شاهد الخزانة المعمورة. وكان الإقامة بدمشق ثمانية أيّام. وتفرّقت الجيوش إلى بلادها، مع أمرايها ونوّابها. وعادت الجيوش المصريّة فى خدمة نايب السلطنة المعظّمة الأمير سيف الدين سلاّر رحمه الله إلى الديار المصريّة. وكان دخولهم يوم الثلثا ثالث شهر شوّال


(٥) لتطمش: لتاطمين