للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غازان وهو مجاور (١) لبلاده. والمتّفق عليه أنّ ساير الملوك الذين اتّصل بنا أخبارهم الواردة رسلهم وتجّارهم إلى الديار المصريّة، كانوا فى ذلك التأريخ جميعهم شبابا (٣) لم يلحقوا فى السنّ ثلاثين سنة، والله أعلم

وفيها توفّى عزّ الدين ملك الأمرا الذى كان نايبا بدمشق فى الأيّام الظاهريّة. وكذلك الأمير سيف الدين بلبان الطبّاخىّ، وجمال الدين آقوش الشريفىّ، والأمير سيف الدين كرجىّ رحمهم الله تعالى وساير أموات المسلمين

وفيها توجّه الأمير سيف الدين سلاّر نايب السلطنة المعظّمة بجماعة كبيرة من الأمرا والمقدّمين ورءوس المدارج من الحلقة المنصورة، وطلع أرض الصعيد بالديار المصريّة بسبب العربان ونفاقهم. وكان قد تسلّطوا تسلّطا عظيما حتى منعوا الجند والأمرا إقطاعاتهم وخراجاتهم بجميع الصعيد. فطلع إليهم الأمير سيف الدين سلاّر بهذه العدّة، فنهبوا وسبوا وقتلوا وقطعوا عالما كثيرا (١٣) حتى كان إذا أمسك منهم جماعة استنطقهم، فمن عقد فى كلامه القاف أتلفه ومن قالها مستقيما أطلقه.

والذى أحضر إلى الأبواب الشريفة من المواشى والنّعم، خارجا عمّا ذبح ونهبوه الجيش وذبحوه فى مدّة إقامتهم بالصعيد. ما جملة عدّته ماية ألف رأس وسبعة وعشرين ألف رأس ومايتى رأس، تفصيله: المحضر إلى الإصطبلات المعمورة: خيول أربعة آلاف فرس، والمحضر إلى المناخات المعمورة: جمال اثنا عشر ألف وستّ ماية جمل، والمحضر إلى المطابخ المعمورة: أغنام ماية ألف وعشرة ألف ومايتى رأس. وقطع أيدى وأرجل


(١) مجاور: مجاورا
(٣) شبابا: شباب
(١٣) عالما كثيرا: عالم كثير--إذا: إذ