للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمّا كان بينهم من الوزرا المتعمّمين. وهذه كان عادة وزرا العراق إن يكونوا أمرا وتضرب على أبوابهم الطبلخاناه، وكذلك كان فى أيّام الخلفاء، وكان الشجاعىّ قد وزر بعد الصاحب برهان الدين السنجارىّ وعزل بنجم الدين بن الأصفونىّ. ثمّ عاد تولّى بعده، ولمّا غضب عليه مولانا السلطان الشهيد الملك المنصور وقبض عليه وعصره حسبما سقناه فى تأريخه المتقدّم جلس فى دست الوزارة بيدرا. ثمّ انتقل بيدرا إلى النيابة فى الدولة الأشرفيّة ورجع الشجاعىّ، فأقام أيّاما (٧) قلايل حتى وصل الصاحب شمس الدين بن السلعوس من الحجاز الشريف، فاستوزره مولانا الشهيد الملك الأشرف برّد الله ضريحه، فاستمرّ وزيرا حتى استشهد السلطان الأشرف. فوزر الصاحب فخر الدين بن الخليلىّ الدارىّ. فلمّا تملّك لاجين وزر الأعسر عوضا عن ابن الخليلىّ. ثمّ قبض عليه وعاد ابن الخليلىّ. ثمّ عاد الأعسر حتى وزر البغدادىّ

وفى يوم الأحد تاسع عشر المحرّم من هذه السنة رسم لساير الأمرا والمقدّمين والأعيان من الحلقة أن يتوجّهوا إلى الصيد بجهة ناحية العبّاسة من الأعمال الشرقيّة بالديار المصريّة، وأن يأخذون معهم عليق عشرة أيّام. ثمّ خرج الركاب الشريف السلطانىّ من قلعة الجبل المحروسة يوم الاثنين العشرين منه مبرّزا إلى بركة الحجّاج، وطلب الأربعة قضاة الأيمّة إلى البركة واجتمعوا بمولانا السلطان. وضرب مشور فيمن يسيّر رسولا إلى غازان صحبة رسله، فوقع الاختيار من الأمرا على الأمير حسام الدين أزدمر المجيرىّ ومن القضاة القاضى عماد الدين بن السكّرىّ.


(٧) أياما: ايام