للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر ما جرى للمجيرى عند حضوره

بين يدى غازان

كان الأمير حسام الدين أزدمر المجيرىّ بينه وبين الوالد سقى الله عهدهما صحبة أكيدة وخشداشيّة من قديم الزمان. فلمّا عاد بعد طول مدّة إقامته عند التتار، حتى هلك غازان، وتملّك خدابنداه حسبما يأتى ذكر ذلك فى تأريخه إنشا الله تعالى، فحضر عنده فى داره الوالد رحمه الله وأنا معه أسمع

قال: لمّا حضرت بين يدى محمود غازان أوقفنى بعيدا منه وكلّمنى من أربعة حجّاب. فكان أوّل كلامه لى: ما اسمك؟ -قلت: أزدمر. - قال: وما لقبك وأيش تعرف؟ -قلت: لقبى حسام الدين، وأعرف بالمجيرىّ. -فقال: أنتم لكم ثلاثة أسماء لكلّ واحد حتى تكثروا فى العدّة. -قال المجيرىّ: فقبّلت الأرض وقلت: يحفظ الله القآن، نحن يشترونا التجّار من البلاد صغارا (١٣). ويجلبونا إلى الديار المصريّة، فيكون لنا اسم واحد. ثمّ ننتسب لاسم التاجر الذى يجلبنا (١٤)، فإذا كبرنا عاد لنا لقب. فالمملوك اسمه أزدمر، وكان اسم تاجرى مجير الدين، فعرف المملوك بالمجيرىّ. فلمّا كبرت وصرت من الناس معروفا لقّبت حسام الدين. -قال المجيرىّ، فأسمعه يقول: صدق. ثمّ قلت: وإنّما ننسب للتاجر لكثرة تشابه أسماينا بعضنا ببعض، فما يفرّق بيننا إلا (١٨) النسبة


(١٣) صغارا: صغار
(١٤) يجلبنا: يجلبا
(١٨) إلا: الى