للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها أنّ بناء الدنيا تحته أوسع من الفوق وبناء الله عزّ وجلّ على ضدّه، ومنها أنّ بناء الخلق ينهدم على طول مرور الأيّام ويجدّد ويرقّع، وبناء الله تعالى لا ينهدم ولا يخلق ولا يرقّع، قال الجوهرى فى صحاحه: (١) كلّ ما علاك فأظلّك فهو سماء، ومنه قيل لسقف البيت سماء، ويقال للسحاب سماء، قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً»} (٢) ويسمّى المطر سماء، ولأصحاب علم البيان والبديع فى هذا أقاويل حسنة فى شرحه طول، (٢٩) وقال الفرّاء والزجّاج: لفظ السموات واحد ومعناه الجمع بدليل قوله تعالى: {فَسَوّاهُنَّ سَبْعَ سَماااتٍ»} (٣) وقال أبو حنيفة داود الدينورى قال الله تعالى: {وَالسَّماءَ بَنَيْناها»} (٤)، وقد ورد فى السماء أخبار وآثار، قال أحمد بن حنبل (٥) بإسناده إلى أبى ذرّ قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إنّى أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطّت السماء وحقّ لها أن تئطّ ما فيها موضع أربع أصابع إلاّ وعليه ملك ساجد، وقال الجوهرى: (٦) الأطيط: صوت الرجل والإبل من ثقل أحمالها ويقال: لا أشكّ (٧) ما أطّت الإبل، وقال عبد الله ابن المعتزّ من قصيد يخاطب بها مآدبة أحمد بن سعيد (من البسيط):

عقباك شكر طويل لا نفاد له ... تبقى معالمه ما أطّت الإبل

(٨) وروى سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال: لمّا أراد الله تعالى خلق المخلوقات خلق الماء فثار منه دخان فارتفع فخلق منه السماء وجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبعا وأوحى فى كلّ سماء أمرها، أى: قدّر أن يكون فيها من الملائكة والنجوم وغير ذلك.


(١) الصحاح ٦/ ٢٣٨٢ آ
(٢) القرآن الكريم ٥٠/ ٩
(٣) القرآن ٥٥/ ٩
(٤) القرآن الكريم ٥١/ ٤٧
(٥) مسند أحمد بن حنبل ٥/ ١٧٣
(٦) الصحاح ٣/ ١١١٥ آ
(٧) لا أشك: لا آتيك الصحاح
(٨) ديوان ابن المعتز ٣/ ٣٤٦، -٢، رقم ٢٥٨