للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<من الطويل>:

وألقت عصاها واستقرّ بها النّوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر

<من الكامل>:

وتآنست (٤) ... بالقادمين منازل

كانت عليها وحشة مذ بانوا

ونطقت بعد ذلك ألسن أهل الفضل من الأكابر، الذين لأقدامهم صيغت رءوس المنابر، فممّا استحسن واستجيد، قصيدة القاضى شرف الدين ابن الوحيد، ابن عميد الوقت أو عبد الحميد، التى أوّلها، يقول <من الطويل>:

لقد تمّت النعمى وأوضحت البشرى ... وقد أعبق الفتح المبين لنا نشرا

حبانا إله الخلق بالنصر والهدى ... على الشرك والإيمان قد غلب الكفرا

ولمّا غزا غازان عقر ديارنا ... وأعطاه من يعطى ومن يمنع النصرا

تمرّد طغيانا وتاه تجبّرا ... ولم يرتفق سعيا ولم يستفيق سكرا

وجاءت ملوك المغل كالرّمل عدّة ... وقد ملأت (١٣) سهل البسيطة والوعرا

فأنصفت الأيّام فى الحكم بيننا ... فكانت له الأولى وكانت لنا الأخرى

وأقبل سلطان الزمان مؤيّدا ... يقود الجياد الجرد والعسكر المجرى

وكان نهار السبت بالنصر شاهدا ... بصدق وكان الوقت قد قارب العصرا

فلله درّ الترك كم سفكوا دما ... وكم قطعوا رأسا وكم جزروا نحرا

فولّت ولاذت بالجبال تحصّنا ... ولولا تخاف القتل لاختارت الأسرا

فحمد لسلطان الزمان (١٩) ... محمد

وشكر لمولى قد أباد العدى قسرا


(٤) وتآنست. . . بانوا: بالهامش--منازل: منازلا
(١٣) ملأت: ملكت زت
(١٩) لسلطان الزمان: لسان الزمان--العدى: الاعادى، مصحح بالهامش