للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسارعوا واقتلوهم إنّهم قتلوا ... وبادروا وأسروهم مثلما أسروا (١)

فما يفكّر فى الإدبار عاقبة ... ويحزم الأمر إلاّ من له نظر

ولا يعاف شراب الذلّ عن ظمإ ... ويومق العزّ إلاّ من له خطر

فمهّدوا بالظّبا مجرى سوابقكم ... ما يرفع الذكر إلاّ الصارم الذكر

وخلّدوا بالظّبا مجرى سوابقكم ... ما يرفع الذكر إلاّ الصارم الذكر

وخلّدوا فى المعالى ما نعنعنه ... عنكم وتروى به الأخبار والسّير

فكلّ ذنب جناه الدهر معتمدا (٦) ... فى جنب ما أبقت الأيام مغتفر

يا أهل جلّق أمنا فى مساكنكم ... وعاملوا الله ربّ العرش وانزجروا

صوموا وصلوا وزكوا وارحموا وصلوا ... وابغوا النجاة وحجوا البيت واعتمروا

دعوا التكاثر بالدنيا لمن رويت ... فى جنب ما وعد الرحمن تنجبروا

فالوقت أقرب والأنفاس سايرة ... والعيش منصرم والعمر مختصر

ولا تخافوا من التتار مجلبة ... من بعد ما ارتفع التدليس والعور

لم يطلبوا جلّقا بغيا بظلمهم ... إلا وردّوا على الأعقاب وانكسروا

حاشا دمشق من الأسواء تطرقها ... أو أن تغيّرها عن وصفها الغير

ملايك الله (١٥) ... تحميها وتحرسها

تعاقبا ولها من ربّها خفر

وفى جوار خليل الله ما برحت ... وحضرة القدس قل لى: كيف تحتقر

بالله عدوى على من رامها بأذى ... وبالخليفة والسلطان أنتصر

هما ملاذكم فى كلّ نايبة ... بالروح أفديهما والسمع والبصر

لمّا تأمّلت (١٨) ... فحوى سرّ حملهما

لم أدر أيّهما فى عدله عمر


(١) البيت مكرر فى الأصل
(٦) معتمدا: مغتفر، مصحح بالهامش
(١٥) الله: الرحمن--تحتقر: تتحقر. مصحح بالهامش
(١٨) لما تأملت: تأملت-- حلمهما: بالهامش عدلهما--لم أدر: م درى