للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان طلوع الركاب الشريف إلى قلعة الجبل المحروسة، وأصبحت بعد الاستيحاش منه به مأنوسة، وحصلت الأفراح، وزالت الأتراح، واطمأنّت القلوب، وانفرجت الكروب، وعاد الحاكى فى الحسن يوسف على الحاكى فى الحزن يعقوب، غرّة شهر شوّال. وقد بلغت الديار المصريّة بحلول ركابه الشريف غاية الآمال، فكان ذلك العيد عيدا (٥) فى عيد، لموافقة هذا العيد، حلول ركاب الملك الناصر السعيد. فلمّا استقرّ البدر فى الهالة، ووجب على كلّ من عليه نذر أن يوفّيه لمّا بلّغه الله آماله، فمن كان عليه صيام فليصمه ويؤدّيه (٨)، ومن كان عليه صدقة فليطلب كلّ مستحقّ ويوافيه، ومن كان عليه عتق {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} (٩) ومن كان عليه حجّ فليسلك فى عامه طريق العقبة. فقد استحقّت جميع هذه النذور، لمشاهدتنا أنوار تخجل البدور. فلله الحمد على ما أولى، وله المنّة فى الآخرة والأولى

ثمّ برزت المراسم الشريفة، والأوامر العالية المنيفة، أن يتوجّها الأميران: وهما الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار والأمير سيف الدين بهادر آص ويلحقا بيبرس الجاشنكير، ويتوجّها إلى قلعة صهيون حسبما يأتى من ذكر ذلك بعد ذكرنا لمدايح التهانى، بقدوم الركاب الشريف السلطانىّ، عزّ نصره


(٥) عيدا: عيد
(٨) ويؤديه: ويديه
(٩) السورة ٥٨ الآية ٣ وفى سور أخر