للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صفد، وكثير التسخّط بها والتعتّب على الدهر، وتصل إليه من بكتمر مواعيد كاذبة، من آمال خايبة (٢). هذا كلّه يجرى ومولانا السلطان أعزّ الله نصره ينظر إلى ذلك من ستر رقيق، ويلاحظه بعين السداد والتوفيق. فإنّه نصره الله على أعداه، وبسط بالخيرات يداه، لم يهتك لأحد من هؤلاء المغضوب عليهم حرمة، إلاّ بذنب سبق منه وجرمة. فمن اعتقد خلاف ذلك فإنّما اعتقاده همس (٦)، ومن ظنّه فإنّما ظنّه عجز. ومن أكبر الأدلّة على ذلك، أنّ كلّ من قصده بسوء عاد هالك، ولم يزل منتصرا عليه، فى كلّ مورد ومصدر ومشرع، فإنّه (٨) باغ عليه، وكلّ باغ له مصرع. ثمّ إنّه لمّا تقرّر عنده ما أضمروه من سوء الضماير، ولاحت له من ذلك أشاير وأماير، وثب عليهم وثوب الأسد الكاسر، والذيب الجاسر. ونفّذ الأمير سيف الدين أرغون بالقبض على كراى من دمشق، ونفّذ الأمير علم الدين سنجر الجمقدار بالقبض على قطلوبك من صفد، ونفّذ الأمير سيف الدين آقول الحاجب بالقبض على قطلقتمر من غزّة، فكان قبض بكتمر الجوكندار وقطلبك وقطلقتمر فى يوم واحد بمقتضى المواعدة، وذلك يوم الجمعة رابع عشرين جمادى الأولى، وأمّا كراى فيوم الخميس ثالث عشرين الشهر المذكور، وذلك بحضور العبد المؤلف لهذا الكتاب، ومشاهدته بالمعاينة دون السماع (١٧)

وكان الوالد فى ذلك التأريخ شادّ الدواوين بدمشق ومهمندارا حسبما تقدّم. وكان كراى قد عمل لمولانا السلطان دهليزا حسنا، والوالد المشدّ على عمله. فلمّا كان يوم الأربعا الثانى والعشرين من جمادى الأولى بعد


(٢) وتصل. . . خايبة: بالهامش
(٦) همس: همسا--عجز: عجزا
(٨) فإنه باغ: فإنه باغى
(١٧) دون السماع: بالهامش