للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمير سيف الدين أرغون وقال لكراى: يا أمير، عليك سمع وطاعة لمولانا السلطان! -وأخرج مثالا شريفا (٢)، فاجتمعوا ساير الأمرا حلقة عليه، ومسك فى تلك الساعة. ووقع الصّراخ فى القصر، وأحضر الحدّاد، وقيّد فى وقته. ومن العجب أنّ الحدّاد بيقيّده وهو بيفكّ فى أزرار الخلعة من عليه. ورسم عليه الأمير ركن الدين بيبرس المجنون وشنقار، وطلب فى الساعة ولده محمدا (٦)، وهو أوّل ما مشى فودّعه، وركب البريد وأخرج من دمشق أسرع من لمح البصر. وعادت دمشق بغير نايب ولا من يتحدّث فيها غير الحاجب قطلبك بن الجاشنكير والوالد. وتوجّه به إلى سجن الكرك. ولا قوه بقطلوبك من صفد، وقطلقتمر من غزّة واعتقلوا هؤلاء الثلاثة بها

نكتة: ومن أعجب ما ينقل ويذكر، ويؤرّخ ويسطّر، أنّ كراى كان قبل ذلك قد غضب على بيبرس المجنون وعلى شنقار، بسبب ما كان لهما بدمشق من الحماوات التى كان يباع فيها المنكر، وأخذ سيوفهما وأجلسهما فى الشمس بالميدان إلى الظهر، حتى شفعوا فيهما الأمرا الكبار. فلمّا مسك كراى رسم أن يرسما عليه ويوصّلاه إلى الكرك، فوصّلاه إلى الكرك. وهما أشدّ الناس سرورا به وكونهما ظفرا بعدوّهما. فلمّا أتيا به إلى الجبّ قيل لهما: إنّ المرسوم لكما أن تنزلا به إلى أسفل الجبّ. -وأخذا سيوفهما ونزلا وأرادا الطلوع، فقيل لهما: وأنتما أيضا من المسجونين. -فهذه من غرايب البلايا وعجايب المصايب


(٢) مثالا شريفا: مثال شريف
(٦) محمدا: محمد