للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلعة الروم، وفيها فصل يعرّض بتوجّعه، كون أنّه شفع فى برلغىّ، فلم تقبل فيه شفاعته، وكان برلغىّ أصله من عند مهنّا قدّمه للسلطان الشهيد الملك الأشرف، نوّر الله ضريحه

قال بيخان: ولمّا توجّه موسى بن مهنّا من عند أبيه بهذه المطالعة والتقدمة، أشار مهنّا على قراسنقر بالعود إلى حلب. فامتثل أمره وتوجّه حتى صار بالقرب من تلّ الفرس، وكان بها يومئذ الأمير شهاب الدين قرطاى الحاجب. فلمّا بلغه عودة قراسنقر إلى حلب بغير مرسوم، منعه من الدخول إليها وسيّر يقول له: يامير شمس الدين، ما لك عندنا دخول إلاّ بمرسوم من مولانا السلطان عزّ نصره. -فأعاد عليه يقول:

كنت أظنّ أنّ كلّ أحد يقبح علينا إلاّ أنت، يامير شهاب الدين، ولكن هذا كلّه من الخمول، فتسيّر إلىّ (١١) مملوكى جركس مع جميع أموالى وخزاينى. ولا تعوّقهم علىّ، فأنا نازل على تلّ الفرس حتى أنظر ما يرد علىّ من المرسوم وعليك أيضا بما تعتمده. -وكان قراسنقر قد سيّر للأمير مهنّا يعرّفه أنّ قرطاى منعه من الدخول إلى حلب، وعوّق مملوكه جركس وخزاينه وحريمه وأولاده. فسيّر مهنّا من وقته كتابا (١٥) إلى قرطاى على يد حاجبه محمد بن نصّار يقول له: يامير شهاب الدين، تطلق للأمير شمس الدين مملوكه وخزاينه وأولاده وحريمه، فإنّ مولانا السلطان سيّر يطلبه يكون نايبا بمصر عنده وقد رضى عليه، وأنت ما عندك خبر بذلك. -قال: فلمّا قرأ قرطاى الكتاب ندم على ما فرط منه فى حقّ قراسنقر، وأخرج جركس مملوكه مع جميع ماله وما كان له بحلب.

وسيّر يعتذر منه وحمل ثقله على ألفين جمل، وساق الأبقار والأغنام وخيل


(١١) إلىّ: إليه
(١٥) كتابا: كتاب