للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدهر. وإذا أشرت علىّ بشى ما أخالفك. -ثمّ قال: قدّموا الخيل أركب وأتوجّه إليه، ويفعل الله ما يشا، وبكى. -قال: فبكى أيضا مهنّا، وقال: لا والله يامير شمس الدين، لا سمعت العرب بهذا، وأنا والله أعلم أنّه ما يبقى عليك. ثمّ أنشده يقول <من الوافر>:

ونفسك فز بها إن صبك ضيم (٥) ... وخلّ الدار تنعى من بناها

فإنّك واجد (٦) ... أرضا بأرض

ونفسك لن تجد نفسا سواها

ونفض ثيابه وقال: لا تعمل إلاّ مصلحتك ولا تقتل، وتقع فى العار بين البدو والحضر

[ذكر تعدية قراسنقر إلى التتار]

قال بيخان: فلمّا سمع الأمير يعنى قراسنقر هذا الكلام من مهنّا أمر فى تلك الساعة بالرحيل والتعدية، وودّع ابنه أمير علىّ وولده أمير فرح وأنا، يقول بيخان: فقلت: أنا أتوجّه فى ركابك ولا أموت إلاّ فى خدمك. -فقال: يا ولدى، لك أسوة بأولادى، إن ماتوا موت معهم وإن عاشوا عيش معهم. فأنا أعلم أنّ السلطان ما يضرّكم، ولا المطلوب إلاّ أنا. -هذا وهو يبكى كالمرأة الثكلى. وساق أمواله وخزاينه ودشاره وطلب الفراة، قال


(٥) ضيم: ضيما--وخل: وخلى
(٦) واجد: واجدا