للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألف دينار، ولكنّه شراها خمسين ألف دينار وشيئين وطريده (١) استصحبوهم معهم. وكان عدّة الجماعة الواصلين ألفى نفر وأربع ماية نفر، توفّى منهم فى البحر أربع ماية نفر، ووصل الباقى إلى الأبواب الشريفة. وكان عدّة المماليك الواصلين مع التجّار أربع ماية نفر وأربعين مملوكا، اشترى منهم مولانا السلطان مايتى مملوك وأربعة مماليك بمبلغ ألف ألف درهم نقرة، والباقى اشتروهم الموالى الأمرا. ثمّ فى يوم الجمعة سلخ ربيع الآخر كتب القاضى علاء الدين بن الأثير رحمه الله الكتاب الشريف السلطانىّ فى شقّة أطلس أبيض بالذهب المحلول، فجا مدهشة لمن يراه، وكان مبلغه ثلاثين ألف دينار حالّة. وتضمّن الكتاب خطبة عظيمة القدر جامعة البراعة إلى البلاغة. وكانت نسختها عند العبد، فعدمت، ولم اقدر لها على نسخة، فأثبتها هاهنا

وممّا يؤرّخ من جملة سعادة مولانا السلطان-جعل الله سعده بداية بلا نهاية-ما حكاه لى والدى رحمه الله، أنّ السلطان الملك الظاهر رحمه الله طلب جرمك الناصرىّ وقال له: أريدك تحصّل لى رجلا عاقلا ديّنا كافيا (١٤) أرسله إلى بلاد بركة فى مهمّ. -فأحضر له رجلا (١٥) بهذه الصفة. فسفّره إلى بلاد بركة وأعطاه جملة مال وأوصاه أن يشترى ويتوقّع له على جارية تركيّة من تلك البلاد. فتوجّه وغاب مدّة طويلة وعاد، ولم يقدر على تحصيل جارية، ومولانا السلطان-أعزّ الله أوليايه، وخذل أعدايه فى أدنى إشارة من إشاراته! -حملت له بنت أكبر ملوكهم، وهو المخطوب لا الخاطب (٢٠)، والمرغوب لا الراغب. وهؤلاء القوم أكبر بيوت التتار،


(١) وشيئين وطريده: كذا فى الأصل
(١٤) رجلا عاقلا دينا كافيا: رجل عاقل دين كافى
(١٥) رجلا: رجل
(٢٠) الخاطب: خاطب