للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ردّ إليك. وأردت أن يفضّل الله أيّامك على جميع أيّام من ملك، كما فضّلك على جميع خلقه. فأمر له بألفى ألف دينار حملا معجّلا

وأمّا الثانية دعوة تركواز ابنة المعتزّ بالله، فقد ذكرتها وسقتها فى كتابىّ «حدايق الأحداق» و «أمثال الأعيان» وملخّصها أن المعتزّ بالله جلس بعد فراغ القوّاد والأكابر من المأكل، ومدّت بين يديه مراقع ذهب مرصّعة بأنواع الجواهر، وعليها أمثلة من العنبر والندّ والمسك المعجون على صفة جميع الصور. وجعلت بساطا ممدودا، وأحضر القوّاد والجلسا وأصحاب المراتب، فوضعت بين أيديهم صوانى الذهب مرصّعة بالجواهر من الجانبين فيهم المباخر الذهب المرصّعة (٩). وبين السماطين فرجة، وجاء الفرّاشون بزنابيل قد غشّيت بالأطلس مملوءة دراهم ودنانير نصفين. فصبّت فى تلك الفرجة حتى ارتفعت على الصوانى. وأمر الحاضرون أن يشربوا (١١) من شا ما شا، وأن ينتقل كلّ من شرب من تلك الدنانير والدراهم بثلاث حفنات ما حملت يديه، وكلّما خفّ موضع صبّ عليه من الزنابيل التى مع الفرّاشين حتى يردّ على حالته. ثمّ وقف فى آخر المجلس غلمان، كأنّهم اللؤلؤ والمرجان، فصاحوا: إنّ أمير المؤمنين يأمركم ليأخذ من شا ما شا. - قال: فمدّ الناس أيديهم إلى المال، فأخذوه عن آخره، وكان الرجل منهم يثقل ما معه، فيخرج به، فيسلّمه إلى غلمانه، ثمّ يعود إلى مكانه. ولمّا تقوّض المجلس خلع على الناس خمسة آلاف خلعة. وحملوا على خمسة آلاف مركب من الذهب والفضّة، وأعتق خمسة آلاف نسمة. هذا ملخّص هذه الوليمة، والله أعلم


(٩) فيهم. . . المرصعة: بالهامش
(١١) يشربوا: يشربون