للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى منزلة القاضى فخر الدين بنظر ديوان الجيوش المنصورة. فأقام شهرا واحدا (٢)، وقبض عليه وعلى أخيه علم الدين ناظر الدولة يوم الخميس سابع عشر شعبان المكرّم، وتولّى عوضه القاضى مكين الدين بن قروينة.

وكان المذكور فى أوّل أمره كاتب الأمير ركن الدين بيبرس الباجىّ لمّا كان متولّى القاهرة أيّام البرجيّة. ثمّ خدم فى ديوان الاستيفا مستوفى الشرقيّة.

ثمّ تنقّلت به الأحوال حتى خدم ناظر الدولة. ثمّ عزل وصودر. ثمّ خدم مستوفى الصحبة الشريفة، فلم يزل حتى قبض على موسى بن تاج الدين إسحق، فاستقرّ بديوان الجيوش المنصورة ناظرا، وابن أخيه الشمس ناظر الدولة برفقة شهاب الدين بن الأقفاصىّ، واستقرّ الأمر كذلك

وأمّا أولاد التاج إسحق فإنّهما صودرا مصادرة صعبة وضربا وأسقيا الخلّ والجير. وحمل من جهتهما ما جملته ثلاثة وأربعين ألف دينار عين مصريّة حملا إلى بيت المال المعمور، خارجا عن التوابل وفرط المبيوع. وولى نظر الخاصّ الشريف القاضى شرف الدين النشو، وكان المذكور لمّا أعرض مولانا السلطان عزّ نصره الكتّاب جميعهم مستخدمين الأمرا وغيرهم، كان هذا يخدم فى ديوان الأمير علاء الدين أيدغمش أمير آخور. فلحظته السعادة السلطانيّة (١٦) التى لو لحظت الصخر لأينع وأزهر وأثمر، أو الليل الداجى أواخر الشهر لأقمر (١٧)، فاستخدم مستوفيا. ثمّ انتقل إلى نظر الخاصّ الشريف إلى آخر وقت

وفيها توفّى الملك عماد الدين إسمعيل صاحب حماة، رحمه الله تعالى.

وحضر ولده ناصر الدين محمد بن الملك عماد الدين، وحصل له من الجبر


(٢) شهرا واحدا: شهر واحد
(١٦ - ١٧) التى. . . لأقمر: بالهامش