للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها انفصل صلاح الدين يوسف دوادار قبجق من الدواداريّة، وتوجّه إلى الشأم، واستقرّ الأمير سيف الدين بغا، والأمير سيف الدين طقتمر، والأمير سيف الدين طاجار دواداريّة، والمتحدّث فى أمور الوزارة بغير وزارة: ابن هلال الدولة إلى حين قبض عليه فى شهر رجب. وأخذه الله بظلمه أخذ عزيز مقتدر. وأخلع على الأمير سيف الدين ألاكز الناصرىّ متحدّثا فى استخراج الأموال الديوانيّة. وأخلع على بدر الدين لؤلؤ الحلبىّ الذى كان قبل ذلك قد تحدّث فى دواوين حلب، وأنعم عليه بشادّ دواوين حلب، فقام فى ذلك أتمّ قيام، وحسّنه الله بالعين الشريفة السلطانيّة، فأحضر أوّلا فى المصادرة. ثمّ أنعم عليه بالمباشرة فى استخلاص الأموال السلطانيّة بالأبواب العالية، وأن يكون فى خدمة الأمير سيف الدين ألاكز الناصرىّ، وتصدّق عليه بإمرة طبلخاناه، وسلّم إليهما ابن هلال الدولة وخالد المقدّم. وكان هذا خالد أيضا أصله مقدّم بدار الولاية بالقاهرة.

فتوصّل بتحيّل ابن هلال الدولة له حتى عاد مقدّم الدولة، ومشى فيها أيشم مشى، وفعل من الفسق والنجس والتسلّط على الأموال والأنفس والثمرات ما لم يمكن شرحه، وأنفق مع ابن هلال الدولة على كلّ نجس

ولقد بلغنى ممّن أثق به أن كان نفقة هذا خالد فى بيته مرتّبا فى كلّ يوم ثلاث ماية درهم نقرة، وأنّ مقامه فى كلّ ليلة ما يزيد عن الألف درهم، أكثره من الناس مثل الضمّان والمعاملين وغيرهم، ولم تخلص منه مليحة بالديار المصريّة، إلاّ من عصمها الله تعالى وصانها منه، وأنّه كان ما يبخل على المليحة إذا سمع بها، وتمنّعت منه أن يسيّر إليها الخمسين دينارا مع قماش بمثلها، فتأتيه على كلّ حال. وفعل من هذه القبايح ما يضيق هذا المجموع عن مجموع فعله. فربّما بلّغت المسامع الشريفة بعض ذلك،