للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها ثلاثة بروج (٣٤) وتسمّى المثلّثات: فالحمل والأسد والقوس مثلّثة ناريّة، والثور والسنبلة والجدى مثلّثة أرضيّة، والجوزاء والميزان والدلو مثلّثة هوائيّة، والسرطان والعقرب والحوت مثلّثة مائيّة.

قال: واختلف أهل التفسير فى معنى البروج فروى عن عطيّة العوفى فى تفسير الآية، قال: هى قصور فيها الحرس، دليله قوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ»} (١)، قال الأخطل:

(من البسيط):

كأنها برج رومىّ يشيّده ... بان بجصّ وآجرّ وأحجار

(٢) وقال قتادة ومجاهد: هى النجوم، وقال عطاء: هى السرج وهى أبواب السماء التى تسمّى المحرّة، هذا كلام الثعلبى. قلت: وقد نصّ ابن عبّاس فى رواية الوالبى عنه أنّها البروج المعروفة التى أشرنا إليها.

وقال أبو حنيفة الدينورى: الناس يجمعون على أنّها اثنا عشر برجا لا يختلفون فى ذلك، وإنّ الله تعالى قسمها ترابيع وتثاليث، وهى مقسومة على الكواكب السبعة كما ذكرنا، قال الدينورى: وتسمّيها كلّ أمّة بلسانها ويتّفقون فى المعنى وكلّهم يبتدئ بالحمل على الترتيب المذكور، وقال أبو محمد عبد الجبّار المعروف بالخرقى فى كتاب التبصرة له: فالحمل ثلاثة عشر كوكبا، والخارج عن الصورة خمسة كواكب وصورته صورة كبش مقدمه إلى جهة المغرب ومؤخّره إلى المشرق وهو ملتفت إلى خلفه حتى صار خرطمه على ظهره، ومن كواكبه الشرطين من منازل القمر.


(١) القرآن الكريم ٤/ ٧٨؛ قارن الجامع لأحكام القرآن ٥/ ٢٨٢
(٢) ديوان الأخطل ١/ ١٦٣، -٤، رقم ١٤، بيت ١٠ - -بان: بز ديوان الأخطل