للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمّا ولد إدريس، عليه السلام، سقط صنم عظيم من أصنامهم كانوا يعبدونه ويعتكفون عليه ويذبحون له الذبائح. وأتاهم إبليس في صورة شيخ قد شاب، وكان الشيب لا يعرفونه من قبل؛ وقيل: إنّ إبليس أتاهم في زيّ روحانيّ له جناحان، فأخبر محويل الملك يومئذ، أنّه قد ولد لبرد مولود، يكون عدوّا للآلهة، وسبب فسادها، وعدوّ الملك. فقال له محويل الملك: أفلا تقدر على هلاكه؟ قال: سأحرص على ذلك. فوكّل الله تعالى بإدريس، عليه السلام، ملائكة يحفظونه، فإذا أتاه إبليس وجنوده، منعوهم منه.

وظهر في وقته كوكب له عدّة ذوانب، أقام نيّفا وثلاثين يوما.

ولمّا كبر إدريس جعله أبوه سادن الهيكل، وعلّمه الصحف، ولم (٤٩) يزل على ذلك حتّى بلغ أربعين سنة، فأتاه وراييل الملك، فعلّمه علم الفلك والكواكب وسعودها ونحوسها وصور البروج والمنازل والدرج.

وهو أوّل من نظر في النجوم بعد آدم، عليه السلام، وسمّي خادم الله. وفي التوراة مكتوب: إدريس أحسن خدّام الله.

ولمّا رأى إدريس انهماك بني قابيل في المعاصي وعبادة الأصنام سأل الله أن يرفعه إليه ويطهّره من خطاياهم، فأجابه الله تعالى إلى ذلك، وأوحى إليه أنّ: لازم الهيكل أنت وشيعتك أربعين يوما-وكانوا سبعين رجلا أحبارا. فاغتسلوا ودخلوا هيكل الله المنصور، فدرسوا فيه أربعين